11 مليار شاب معرض لفقدان السمع
ان الاستماع للموسيقى الصاخبة وبصوت عال من شأنها أن ترفع خطر الإصابة بفقدان السمع، المزيد حول الموضوع في المقال التالي.

ظهرت في الاونة الأخيرة العديد من الشركات التي تقوم بتصنيع سماعات الرأس- Headphones بأشكال وألوان وجودة مختلفة، لتواكب الموضة التي يتبعها الشباب والمراهقين، وتلبي رغباتهم في ابتكار سماعات للأصوات والموسيقى المرتفعة والصاخبة وبنقاء عال. حيث نلاحظ أن معظم الشباب والمراهقين يضعون هذه السماعات على اذنيهم للاستماع إلى الموسيقى بصوت مرتفع معظم الوقت، وفي كل مكان تقريبا. إلا أن هذا الأمر ينطوي على اثار سلبية قد لا يدركوها الان!
بالتالي تسلط منظمة الصحة العالمية (WHO) الضوء على هذا الموضوع في اليوم العالمي للعناية بالأذن، والذي يصادف الثالث من اذار كل عام، وبسبب أهمية وانتشار الاستماع إلى الموسيقى بصوت صاخب بين صفوف المراهقين والشباب، أطلقت المنظمة حملة "اجعل الاستماع إلى الموسيقى امنا"، حيث تأمل أن يزداد الوعي حفاظا على سلامة الأذنين وتجنب الإصابة بفقدان السمع.
وتشير احصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن 1.1 مليار شاب ومراهق يواجهون خطر الإصابة بفقدان السمع- hearing loss، وذلك بسبب استخدامهم الغير آمن للأجهزة الالكترونية الصوتية الخاصة بهم، بما فيها الهواتف الذكية للاستماع إلى الموسيقى الصاخبة، والأمر تعدى هذه الأجهزة، ليستمعوا إلى نفس الموسيقى الصاخبة بأصوات أعلى في الملاهي الليلية والاحتفالات.
ويؤثر فقدان السمع على مناحي الحياة المختلفة من ضمنها التعليم وحتى العمل والتوظيف. حيث تشير المعطيات التي حصلت عليها منظمة الصحة العالمية وقامت بتحليلها، أن 50% ممن هم ما بين الـ 12- 35 من عمرهم، في الدول ذات الدخل المتوسط والمرتفع، يستخدم الأجهزة الالكترونية الصوتية بشكل غير آمن، وحوالي 40% ممن هم في نفس الفئة العمرية السابقة يتعرضون لأصوات مرتفعة ومدمرة في الاحتفالات. ومن الجدير الذكر أن المستويات الغير آمنة من الموسيقى تعني التعرض لأصوات شدتها تصل إلى 85 ديسبل (dB) لأكثر من ثماني ساعات، أو 100 ديسبل (dB) لأكثر من 15 دقيقة!
وعلق مدير دائرة إدارة الأمراض الغير معدية الإعاقة والحد من العنف في منظمة الصحة العالمية الدكتور Dr Etienne Krug: "من الواجب توعية هؤلاء الشباب بهذا الأمر، لما له من اهمية بالغة، فمن الصعب إعادة السمع إلى من فقده. بالتالي من الوجاب القيام بخطوات جدية لحماية السمع".
الاستماع الآمن للموسيقى
يعتمد الاستماع الامن للموسيقى بشكل عام على شدة وقوة الموسيقى، إضافة إلى مدة واستمرارية الاستماع. بالتالي الاستماع إلى الموسيقى القوية والصاخبة من شانها أن تؤدي إلى فقدان السمع المؤقت أو طنين الأذنين، وفي حال أصبح الاستماع إلى هذه الموسيقى أمر روتيني ويومي فقد يؤدي إلى فقدان السمع الدائم!
وبسبب أهمية الموضوع، تنصح منظمة الصحة العالمية بالتالي:
- عدم التعرض إلى موسيقى شدتها أكثر من 85 ديسبل (dB) لأكثر من ثماني ساعات،
- ضرورة حماية أذني المراهقين والبالغين من خلال خفض صوت الموسقى، ووضع سدادات الأذنين في الحفلات والمناسبات الصاخبة.
- التأكد من استخدام سماعات الرأس المناسبة.
- الحد من التعرض للموسيقى الصاخبة من خلال تقليل ساعات الاستماع إليها.
- القيام بالفحوصات المناسبة والمستمرة للاذنين.
وأكدت المنظمة على أهمية دور الحكومات والدول في وضع قوانين وتشريعات وزيادة الوعي حول فقدان السمع بسبب الموسيقى الصاخبة، بالإضافة إلى دور الأهل والمعلمين والقطاعات التعليمية على حد سواء، وبالتأكيد قيام مؤسسي الاحتفالات بالأخذ بعين الاعتبار هذا الموضوع من خلال استخدام اجهزة محددة للصوت وتوفير سدادات للأذنين.
حيث ارتفع معدل انتشار فقدان السمع بين المراهقين (12-19 عاما) في الولايات المتحدة الأمريكية، ما بين عامي 1994 و2006، من 3.5% إلى حوالي 5.3%، حسب احصائيات مركز الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة أمراض. ويتوقع أن تزداد هذه النسبة خلال السنوات القادمة، بسبب ارتفاع أعداد المراهقين الذين يستخدمون سماعات الرأس.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن أثر الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة يختلف من شخص إلى أخر، حيث يكون بعض الناس أكثر عرضة للإصابة بفقدان السمع الناجم عن الضوضاء أكثر من غيرهم، تبعا للوراثة والحالة الصحية وحتى التعرض إلى السجائر، فكل هذه الأمور تزيد من احتمالية الإصابة بفقدان السمع.