اختبار جديد للعاب قد يكشف عن المخاطر الصحية المستقبلية
انخفاض مستويات الأجسام المضادة في اللعاب قد تكون مؤشر وعلامة مبكرة للمشاكل الصحية الخطيرة المحتملة، وارتفاع خطر الموت!

دراسة حديثة نشرت نتائجها في مجلة PLOS ONE، أشارت الى أنه يمكن استغلال فحص مستويات الأجسام المضادة في لعاب الانسان للاستدلال على المخاطر الصحية المستقبلية له!
تعتبر الخلايا البيضاء جزء من جهاز المناعة وتقوم بافراز الأجسام المضادة (Ig)، التي هي عبارة عن بروتينات مهمة وضرورية لمكافحة الأمراض المعدية والاجسام الغريبة، تعمل على تدمير وابطال عمل كل من الفيرويات والبكتيريا. وعادة ما يتم افراز نوع معين من الأجسام المضادة على الأسطح المخاطية الموجودة في الفم والانف وقناة الجهاز الهضمي، والتي يمكن قياسها عن طريق اللعاب، وتعرف باسم (Secretory IgA (SIGA.
وتعتبر الأجسام المضادة من نوع Secretory IgA احدى خطوط الدفاع الاولى في الجسم والتي تقاوم العديد من أسباب العدوى وتعمل على الدفاع عن الجسم وتمنع انتشار الميكروبات، وتقي الجهاز التنفسي العلوي من الالتهابات البكتيرية والفيروسية.
ووجد أن هناك علاقة معقدة الى حد ما وغير واضحة وأحيانا مثيرة للدهشة قد تربط ما بين مستوى هذه الأجسام المضادة في الفم. ففي حالة كانت هذه الاجسام المضادة أقل فقد تكون مؤشر على خطر تسوس الأسنان، في حين أن المستويات العالية منها في الفم فقد تكون دليل على الاصابة بالعدوى!
دراسة العلاقة ما بين الاجسام المضادة في اللعاب ومعدلات الموت
قام مجموعة من الباحثين في جامعة برمنغهام University of Birmingham في المملكة المتحدة باختبار العلاقة التي تربط ما بين مستوى الافراز المناعي للأجسام المضادة (SIGA) ومعدلات الوفيات في عموم السكان. فقاموا بعمل مسح على مجموعة من البالغين من غرب اسكتلندا.
تم أخذ عينات من لعاب لـ 639 مشترك في عام 1995، عندما كان سنهم 63 عام، وتم قياس نسبة مستويات الأجسام المضادة (SIGA) لديهم وتعقب معدل الوفيات على مدى 19 سنة لاحقة. فكانت النتائج تدور حول ارتباط معدل الافراز سلبياً مع جميع أسباب الوفيات!
اذ أن معدل الافراز المنخفض للأجسام المضادة من نوع (SIGA) يشير الى ارتفاع في معدل الوفيات. وكشفت التحاليل الى وجود علاقة ما بين معدلات الوفاة جراء السرطان بشكل خاص ومستوى الأجسام المضادة في اللعاب.
وتعقيباً على هذه النتائج تعلق الدكتورة آنا فيليبس، من جامعة برمنغهام: توجد العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على مدى قدرة الجسم لإنتاج الاجسام المضادة، والحفاظ على مستوياتها، مثل: العمر، والمرض والوراثة، ونمط الحياة الذي قد يشمل الاجهاد والنظام الغذائي، وممارسة النشاط البدني، والتدخين ، وتناول الكحول. وبان من غير المعروف حتى الان كيف يمكن استخدام عينات من اللعاب في الفحصوات، ويجدر بالباحثين تحديد تفاصيل حول مستويات الأجسام المضادة التي قد تستدعي القلق. كما وأضافت بانه اذا ما كان مستوى الأجسام المضادة منخفض جداً فهذا قد يكون مؤشر حقيقي لوجود مشاكل صحية، وتشخيص مبكر لذلك.
ويامل الباحثون ان يتم متابعة دراسة طولية موسعة بخصوص هذا الموضوع، والتحقيق في ارتباط الاجسام المضادة بكل من أمراض السرطان والأمراض المعدية.