إبسيلون متحور جديد من كورونا، ولكنه غير مقلق
يتناهى إلى مسامعنا كل بضعة أشهر أخبار جديدة حول متحور آخر لفيروس كورونا، ولكل متحور سمات خاصة به قد تجعله أقل أو أكثر خطورة من سابقاته. أحد هذه المتحورات هو متحور إبسيلون والذي يعتقد أنه قادر على مقاومة اللقاحات، ولكن وتبعًا للخبراء، قد لا يكون هذا المتحور مدعاة للقلق.

متحور إبسيلون (The Epsilon variant) هو أحد المتحورات العديدة لفيروس كورونا المستجد، ويعرف علميًّا باسم (B.1.429). تم رصد هذا المتحور للمرة الأولى في أواخر عام 2020 في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، ليتم بعد ذلك رصد الإصابة به بين ما نسبته 15% من مرضى كورونا حول الولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن ما بدأ كمتحور محتمل الخطورة، انتهى به الأمر ليصبح متحورًا لا يستدعي القلق، كما يأتي:
بدايًة: إبسيلون متحور مثير للقلق
في البداية، أعلنت هيئة مكافحة الأمراض والوقاية منها الأمريكية متحور إبسيلون على أنه متحور مثير للقلق (Variant of Concern)، وذلك في ضوء المعطيات التي كانت متوفرة آنذاك، والتي نلخصها في ما يأتي:
- حصول رفعة ملحوظة في أعداد المصابين به في ولاية كاليفورنيا.
- ملاحظة بعض الباحثين أن هذا المتحور قد ينتقل بوتيرة أسرع بمعدل 20% من بعض السلالات السابقة.
- قلق بعض الباحثين من أن الطفرات الحاصلة فيه قد تؤثر سلبًا على فاعلية اللقاحات في مقاومته.
لاحقًا: إبسيلون متحور مثير للاهتمام
مع بدء انتشار متحور إبسيلون في مختلف دول العالم، أعلنته منظمة الصحة العالمية متحورًا مثيرًا للاهتمام (Variant of Interest). وهي صفة تأتي كنوع من التقليل من خطورة هذا المتحور مقارنة بصفة "متحور مثير للقلق" والتي منحه إياها مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها عند بداية ظهوره.
ومع الوقت سار مركز مكافحة الأمراض على خطى منظمة الصحة العالمية، فبعد مراجعة بعض البيانات الحديثة حول هذا المتحور، تبين أن لقاحات فيروس كورونا الحالية وبعض العلاجات المستخدمة لمقاومة الفيروس فعالة ضد هذا المتحور.
لذا، راجع مركز مكافحة الأمراض وصفه الأولي للمرض، ليعلنه في 29 تموز متحورًا مثيرًا للاهتمام لا أكثر.
هل علينا القلق؟
على الرغم من أن أعداد المصابين به بدايًة في الولايات المتحدة الأمريكية قد شهدت رفعة ملحوظة لتصل نسبة انتشاره رقمًا مرتفعًا آنذاك، إلا أن هذه النسبة كانت أكبر نسبة انتشار وصل إليها هذا المتحور في الولايات المتحدة الأمريكية، ومع حلول شهر حزيران تدنت نسب الإصابة بمتحور إبسيلون في الولايات المتحدة الأمريكية إلى 1%.
وفي دول أخرى مثل بريطانيا لم تسجل سوى 20 حالة إصابة فقط بمتحور إبسيلون. لذا، وبسبب قلة أعداد المصابين به حول العالم، ونظرًا لتقلص أعداد المصابين به من وقت ظهوره حتى اللحظة، أصبحت العديد من الهيئات الصحية الرسمية تعتبره متحورًا "قيد المراقبة" لا أكثر.
لذا، قد لا يستدعي هذا المتحور القلق، على عكس ما قد يعتقده البعض.