السمنة والسكري ترفعان من خطر إصابة الجنين بالتوحد
لا تزال الأسباب وراء اصابة الطفل بالتوحد مجهولة، إلا أن العلم يكشف لنا يوماً بعد يوم تلك الأمور، فماذا كشفت هذه الدراسة حول الموضوع؟

وجدت دراسة جديدة أن إصابة الحامل بالسمنة ومرض السكري من شأنه أن يرفع من خطر إصابة الجنين بمرض التوحد أو ما يعرف باسم "اضطرابات في الطيف الذاتوي" (Autism Spectrum Disorders - ASD).
حيث بينت نتائج دراسة التي نشرت في المجلة العلمية Pediatrics أن الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بالسمنة والسكري، يكونون أكثر عرضة بأربع مرات للإصابة بالتوجد مقارنة بأولئك الذين يولدون لأمهات تملكن وزناً طبيعياً وغير مصابات بمرض السكري.
وقالت في هذا الصدد الباحثة الرئيسية في الدراسة الدكتور اكسياوبين وانج Dr. Xiaobin Wang: "نحن نعرف منذ زمن طويل بأن السمنة والسكري حالتان صحيتان غير جيدتان للحوامل، أما الآن فلقد استطعنا ايجاد دليل بأن هاتين الحالتين من شأنهما أن تؤثران على تطور الجنين أيضاً".
وأشارت الدراسة بأن أعداد الأطفال المصابين بالتوحد اخذ بالازدياد، وبأنه ارتفع بشكل ملحوظ في العقدين الاخرين، إلا أن الخبراء غير متأكدين ما إذا كانت هذه الزيادة نتيجة لزيادة انتشار المرض أو تطور أساليب التشخيص والكشف عنه.
ومن اجل التوصل إلى مثل هذه النتيجة استهدف فريق الباحثين 2,734 أمراة، وذلك ما بين عامي 1998- 2014، وتم اخضاع النساء إلى فحوصات لقياس الوزن ومستوى السكر في الدم لتشخيص الإصابة بمرض سكري الحمل. كما تتبع الباحثون الأطفال لفترة من الزمن.
ووجد الباحثون أنه خلال فترة الدراسة أصيب 102 طفلاً بمرض التوحد، واستنتج الباحثون أن النساء الحوامل المصابات بالسمنة والسكري يكون اطفالهن أكثر عرضة بأربع مرات تقريباً للإصابة بمرض التوحد.
وأوضح الباحثون أن خطر إصابة هؤلاء الأطفال بمرض التوحد يبدأ عند تواجدهم بالرحم، وأكدوا انهم بحاجة الآن إلى معرفة السبب في ارتفاع خطر الإصابة بالتوحد لدى أطفال الأمهات المصابات بكل من السمنة والسكري.
بدورهم أفاد الباحثون أن هناك عدداً من النظريات التي تفسر هذه العلاقة، أولها بأن السمنة والسكري تسببان التوتر والالتهابات، وقالت وانج: "النظرية تقول بأن التوتر في الحمل يساهم في التقليل من كفاءة عمل الجهاز المناعي الخاص بالأم والجنين معاً. وهناك دلائل عديدة تشير الى ان التوتر يمكن أن يكون ضاراً لنمو الجهاز العصبي ورفع خطر الإصابة بمرض التوحد على وجه التحديد".
اما الفرضية الثانية فتشير بأن السمنة مرتبطة بانخفاض كمية حمض الفوليك المتناول من قبل الحامل، والتي تترك آثارها على الجنين من خلال ارتفاع خطر إصابته بالتوحد.
وأكد الباحثون أن هذه لا تزال فرضيات ويجب القيام باختبارها ودراستها لتأكيدها أو دحضها.