اكتشاف آلية العلاقة بين متلازمة داون وبين اللوكيميا الليمفاوية الحادة
في بحث أجري في الولايات المتحدة جرى توضيح لماذا يتواجد المصابون بمتلازمة داون بخطر أكبر بـ 20 مرة للإصابة باللوكيميا الحادة.
أعلن باحثون من معهد سرطان دانا فابر(Dana-Farber) في بوسطن، انهم وجدوا سبب العلاقة بين متلازمة داون وسرطان الدم الليمفاوي الحاد (Acute lymphoblastic leukemia - ALL). على الرغم من أن الأطباء عرفوا من مدة أن المرضى الذين يعانون من متلازمة داون عرضة لخطر متزايد لتطوير ALL من مرحلة الطفولة، لم يكن بإمكانهم تفسير سبب ذلك. هذا وقد قدم فريق البحث للمرة الأولى سبب هذه العلاقة.
تم الحديث عن هذا البحث في النسخة الألكترونية من دورية Nature Genetics. استخدم الباحثون للدراسة نموذج الفأر، وتتبعوا سلسلة أحداث وراثية ترتبط بخلل الكروموسومات التي تسبب متلازمة داون والتي تؤدي لتدمير الخلايا على النحو الذي يعبر عنه في مرض ALL.
وقال مؤلف الدراسة الدكتور أندرو لين من وحدة الأورام الدموية في "دان فابر" أن لمدة 80 عاما لم يكن من الواضح لماذا الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون هم عرضة حتى 20 مرة لتطوير ALL.
تم في التجربة تشكيل فئران مع نسخة إضافية من 31 جينا في الكرموسوم 21 البشري- وهو وضع بسببه تظهر متلازمة داون. كما تتبع الباحثون خصيصا الحالة الأكثر شيوعا من سرطان الدم هذا والمعروف باسم B-ALL والذي ينتج الجسم فيه كمية زائدة بشكل ملحوظ من خلايا B غير الناضجة. وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تحارب الالتهابات عادة.
كشفت الدراسة، أنه لدى الفئران مع متلازمة داون تم خلق كمية كبيرة، غير طبيعية ولا يمكن التحكم فيها من خلايا B. في المسح الذي هدف لإيجاد "التوقيع الجزيئي" تم اكتشاف نمط النشاط على مستوى الجينات والبروتينات الذي أدى لذلك. في الخلايا غير الطبيعية اتضح أن بروتين PRC2 لا يعمل. نظرا لغيابه تسارعت عملية انقسام الخلايا B وزاد انتشارها قبل أن تصل إلى مرحلة النضج الكامل المطلوبة لعملها.
هذا وقد جرت مصادقة هذا الاكتشاف في وقت لاحق في الدراسة، عند فحص خلايا B وإسكات نشاط الـ PRC2 لدى الأشخاص الذين يعانون من متلازمة داون. الجين الفائض HMGN1 الذي يحملونه ونشاطه الذي تم إسكاته أديا بالخلايا للتوقف في عملية نموها والموت. استنتاجات الباحثين: HMGN1 مهم لتشغيل PRC2.
هناك خطر متزايد لذوي متلازمة داون لمجموعة واسعة من المشاكل الصحية الأخرى، بما في ذلك عيوب القلب، مشاكل في الجهاز التنفسي، ومشاكل في السمع وغيرها من المشاكل المتعلقة في الغدة الدرقية.