الأطباء ضد العدوان على غزة
مجلة ذا لانسيت “The Lancet” الطبية العالمية الشهيرة تطلق رسالة استهجان وشجب الهجوم على قطاع غزة!

إثر العدوان الهمجي الأخيرة على قطاع غزة، واستهداف المنشات الصحية والطبية، بجانب التعليمية، وأهداف أخرى كثيرة، قامت مجلة ذا لانسيت “The Lancet” الطبية العالمية الشهيرة، بنشر رسالة "شجب للعدوان على قطاع غزة" قام بارسالها 24 من اشهر الاطباء والباحثين في اوروبا (ايطاليا، النرويج وبريطانيا).
وتعتبر مجلة لانسيت واحدة من أشهر وأعرق المجلات الطبية في العالم والتي تأسست في عام 1823. وتنشر المجلة الأبحاث والمقالات والتقارير والأخبار الصحية أسبوعيا إلى الأطباء حول العالم. وتصدر عنها 6 مجلات متخصصة في كل من: علم الأورام، وعلم الأعصاب، والأمراض المعدية، والطب التنفسي، والصحة العالمية، ومرض السكري والغدد الصماء.
ودعت المجلة الطبية في رسالتها، جميع الأطباء والعلماء لشجب هذا العدوان، وقالت في رسالتها: "نحن نتحدى التضليل في الدعاية التي تبرر المجازر تحت ما يسمى بـ (العدوان الدفاعي)، ولكن في واقع الأمر، إن هذا الهجوم غير محدد المدة والشدة لا يرحم. آملين أن نقدم الحقائق كما هي على أرض الواقع، وعرض أثارها على حياة المواطنين". وأوضح الأطباء والعلماء في رسالتهم عن شعورهم بالفزع إزاء الهجوم العسكري على المدنيين في غزة بالأخص النساء والأطفال "تحت ستار ما يسمى بمحاربة الارهاب".
المستشفيات تحت القصف!
"المجزرة في غزة لا ترحم أحدا، فهي شملت ذوي الاحتياجات الخاصة في المستشفيات، الأطفال وهم يلعبون على الشاطئ أو على سطوح المنازل!" هذا ما جاء في نص الرسالة، لتوضح أيضا أن "المستشفيات والعيادات، وسيارات الإسعاف والمساجد والمدارس، والمؤسسات الإعلامية، كانت جميعها ضمن الأهداف، إلى جانب الالاف من المنازل التي سقطت على رؤوس أصحابها. حيث هدفت هذه الهجمات إلى ترويع المواطنين وإصابتهم جسديا ونفسيا، بالإضافة إلى جعل حياتهم المستقبلية مستحيلة!"
حيث تم قصف قسم في مستشفى الوفاء في قطاع غزة بعد عدة تحذيرات بإخلاءه من المرضى والطاقم الطبي، بالإضافة إلى استهداف مستشفى شهداء الأقصى في القطاع أيضا، إلى جانب استهداف الطواقم الطبية التي عملت على اخراج الجرحى والجثامين من أماكن القصف المختلفة.
وتم استخدام الأسلحة التي تسبب أضرارا طويلة الأمد على الصحة بشكل عشوائي على المواطنين والأطفال، ويؤكد الأطباء في رسالتهم أن هذه "الأسلحة الذكية" فشلت في تحديد أهدافها، إلا إن كان استخدامها للقتل المتعمد للأبرياء!
موقف منظمة الصحة العالمية من العدوان
ومن ناحية اخرى اضافت منظمة الصحة العالمية انها "شعرت بالفزع جراء العدوان على قطاع غزة"، وبالأخص على الهجمات المستمرة للمرافق الصحية والموظفين والسيارات التابعة للصحة. وقامت بتذكير أطراف النزاع بالالتزام بالأخلاقيات والقوانين التي تعمل على حماية الخدمات الطبية بموجب القانون الانساني الدولي، ودعت جميع الأطراف إلى احترام وحماية سلامة المرافق الطبية وضمان سلامة المرضى والعاملين في السلك الصحي.
وأوضحت المنظمة أن أكثر من 400,000 نازح الان يعيشون في ظروف صعبة، بدون وجود المياه الكافية وانعدام الصرف الصحي، مما يشكل خطرا لانتشار الأمراض المعدية والأوبئة، كما تعاني المستشفيات والمرافق الطبية من نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود أيضا، مسببة في ذلك إلى صعوبة في الاعتناء بالجرحى والمرضى. وأشارت منظمة الصحة العالمية أن هناك ما يقارب 1.7 مليون شخصا تأثروا بهذا العدوان.
وكان قد بدأ هذا العدوان الأخير على قطاع غزة في أوائل شهر تموز وتوقف قبل يومين بعد عقد هدنة لوقف إطلاق النار مدتها 72 ساعة. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة الشهداء لليوم الثلاثين للعدوان وصل إلى 1,875 شهيدا، من بينهم 430 طفلا و243 امرأة، في حين كانت حصيلة الجرحى حوالي 9,567 جريحا، من بينهم 2,878 طفلا و1,854 امرأة. كما يوجد الاف الأطفال بحاجة إلى علاج نفسي بسبب هذا العدوان.
وأكد الأطباء في رسالتهم على الاثار الجانبية التي يخلفها العدوان على النفس والجسد، كما وأدانوا الحرمان والحظر الواقع على غزة من الحصول على المساعدات والإمدادات الخارجية، التي من شأنها التخفيف من الظروف الصعبة، مثل المساعدات الطبية! وأضافت الرسالة أن المواطنين في غزة يقاومون هذا العدوان لأنهم يريدون حياة طبيبعية، وحياة أفضل، وهم يرفضون الهدنة المؤقتة لأنها لا توفر فرصة حقيقية من أجل مستقبل أفضل.