الأطفال الذين لديهم جهاز سمع يميلون للاصابة بالأمراض النفسية أكثر
وجدت دراسة أن الأطفال الذين لديهم جهاز سمع يميلون للاصابة بالأمراض النفسية بمستويات أكبر من الأطفال الذين لديهم طعوم القوقعة, كما يبدو بسبب عملية اعادة التأهيل المعقدة

الأطفال الذين يعانون من فقدان السمع معرضون لخطر متزايد لتطوير الأمراض النفسية، مع تأثيرات بعيدة المدى على الوظائف النفسية والأكاديمية في مراحل لاحقة في الحياة.
ومع ذلك، فالسبب في التباين الكبير في هذه النتائج ليس واضح بما فيه الكفاية، وبالتالي سعى الباحثون لتوصيف بشكل موضوعي أعراض الاضطراب النفسي لدى الأطفال الذين تم لديهم زرع طعوم القوقعة (cochlear implants) أو أجهزة السمع، وكذلك لدى الأطفال الذين يعانون من السمع السليم، وتحديد عوامل الخطر وعوامل الوقاية.
شملت الدراسة أطفال الذين يبلغ متوسط أعمارهم 11.8 عاما، الذين تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات، مع الملائمة للجيل, الجنس, الحالة الاجتماعية-الاقتصادية والذكاء غير اللفظي nonverbal : 57 طفلا ممن أجريت لهم عملية زرع طعوم القوقعة، 75 طفلا الذين لديهم أجهزة السمع العادية و- 129 طفل الذين يتمتعون بسمع طبيعي.
تم تقييم الأعراض النفسية وفقا للتقارير الواردة من الأطفال وأولياء أمورهم.
كان لدى الأطفال الذين لديهم طعوم القوقعة مستويات مماثلة من الأعراض النفسية مثل الأطفال الذين يتمتعون بسمع طبيعي، في حين كانت لدى الأطفال الذين لديهم أجهزة السمع مستويات أعلى من الأعراض النفسية. ذلك، على الرغم من أن فقدان السمع لدى الأطفال الذين لديهم أجهزة السمع كان أقل بنسبة 43 ديسيبل في المتوسط من الأطفال الذين لديهم طعوم القوقعة.
نوع الجهاز كان مرتبطا بأعراض الاستيعاب (internalizing)، ولكن ليس بالأعراض الخارجية (externalizing). علاوة على ذلك، السن المبكرة، القدرة الكافية على الكلام والمهارات التواصلية العالية تنبئ بنسبة منخفضة من الأعراض النفسية.
الأطفال من فاقدي السمع أو فاقدي السمع العميق، الذين تم لديهم زراعة طعوم القوقعة، لديهم مستويات أقل من الأعراض النفسية بالمقارنة مع الأطفال الذين يعانون من فقدان السمع المتوسط الى الحاد، الذين يستخدمون أجهزة السمع.
يعتقد الباحثون أن سبب هذا الاختلاف لا يعود لنوع الجهاز، وانما من شدة برنامج التأهيل الذي يخضع له الطفل.
نتائج الدراسة لها آثار مهمة للجيل القادم من الأطفال الذين يعانون من فقدان السمع, لأن الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع الشديد معرضون على نحو مماثل لمخاطر الاصابة بالأمراض النفسية مثل الأطفال الذين يتمتعون بسمع طبيعي.
المصدر: