الإمساك – التشخيص العلاج والأسباب

محادثة خاصة مع الدكتور دان كارتر، سكرتير قسم Neurogastroenterology

برعاية sponsered by
الإمساك – التشخيص العلاج والأسباب

الإمساك (Constipation) ليس مرضا، وانما أعراض لها أسباب ظهور مختلفة. وفقا لدراسات وبائية، فان نسبة انتشار الإمساك لدى السكان في العالم الغربي تصل الى 20٪، في حين أن نسبة النساء اللواتي يعانين منه تصل وفقا  للدراسات المختلفة إلى 10 مرات أكثر منه لدى الرجال.

في الولايات المتحدة الأمريكية حسبوا أن تكلفة علاج الإمساك تصل الى 6.9 مليار دولار سنويا. أربعة ملايين أميركي يتوجهون إلى الأطباء المتخصصين - في المتوسط 2.5 زيارة في السنة لكل معالج.

"الظاهرة"، قال الدكتور كارتر انها "شائعة في جميع الأعمار، ولكن النسبة تزيد مع تقدم العمر وتكون أكثر شيوعا لدى كبار السن. لكل هذه الأسباب يجدر تكريس الانتباه لذلك من قبل أطباء الأسرة ".

  • ما هو السبب في أن نسبة انتشار الإمساك لدى المسنين مرتفعة بشكل خاص؟

الدكتور كارتر: "لدى البالغين وكبار السن يحدث أيضا تباطؤ بحركة الأمعاء وكذلك ضعف في عضلات البطن وقاعدة الحوض. في العالم الغربي، الإمساك شائع أيضا لأن السكان لا يستهلكون ما يكفي من المواد الغذائية التي تحتوي على الألياف. عندما لا يتم استهلاك ما يكفي من الفواكه والخضار، تزيد حالات الإمساك وحتى الحادة منها. لذلك في أفريقيا – نسبة انتشار هذه الظاهرة أقل. حتى لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة، وأولئك الذين تقل حركتهم ويجلسون خلال النهار وتقل ممارستهم للأنشطة البدنية، نعثر على حالات أكثر من الإمساك. بالإضافة إلى ذلك - يوجد هنا، كما في العديد من الأمراض والظواهر الصحية، أيضا شأنا أسريا. كذلك يتم العثور على حالات أكثر من الإمساك لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية أو أولئك الذين تعرضوا لأحداث صادمة شديدة في حياتهم. كل هذه الأسباب تؤدي إلى اضطرابات وظيفية في الجهاز الهضمي ".

  • هل بعض الأدوية التي يستهلكها الكثير من المسنين أيضا تسبب الإمساك؟

"ليس هناك شك! الكثير من الأدوية لأمراض ولمشاكل مختلفة تؤدي لذلك. الكثيرون ربما لا يعرفون، ولكن العديد من الأدوية الأكثر شيوعا من حيث استخدامها تسهم إلى حد كبير في ظهور الإمساك. بدءا من الأسبرين مرورا بعائلة المسكنات ومضادات الالتهابات غير الستيرويدية، الأدوية المضادة للحمض لعلاج الحرقة وبطبيعة الحال الحديد الذي يكون دائما "مذنب" وكذلك الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم (حاصرات قنوات الكالسيوم) والمدرات. ناهيك عن مسكنات الألم مثل المورفين التي تعطى للمرضى المصابين بالأورام والذين تسبب هذه الأدوية لهم الإمساك الشديد ".

  • كيف يتم تعريف الإمساك وتحت أي ظروف؟

"عادة تعرف الحالة بالإمساك، عندما يبلغ الشخص طبيبه انه يتغوط أقل من المعتاد. لدى 99٪ من الحالات من عموم السكان، نحن نتحدث عن أقل من 3 مرات في الأسبوع. ولكن حتى أولئك الذين يبلغون أنهم يبذلون جهد أثناء التغوط - يعانون من هذه الظاهرة. 50٪ من المرضى الذين يأتون إلى طبيب العائلة ويشكون من الإمساك يضطرون لبذل جهد أو أن البراز لديهم يكون صلب. الشاكون أيضا يبلغون عن شعور بأن شيئا ما يمنع خروج البراز لديهم أو الشعور بعدم الإفراغ الكامل في نهاية عملية التغوط. معيار آخر هو الحاجة إلى مساعدة عملية التغوط عن طريق الضغط على أسفل البطن".

  • ولكن ما هي المعايير المطلوبة لتحديد حالة الإمساك؟ "

هناك حاجة لاثنين على الأقل من المعايير لتشخيص الإمساك. الإمساك يؤثر على جودة الحياة وهي ظاهرة مزعجة وتؤدي لعدم الراحة. بحسب تقديري، يفضل أن يهتم طبيب العائلة بهذه المشكلة، يحقق ويعطي العلاج وفقا لذلك. عندما يكون الألم هو العنصر الأهم في الشكوى ويترافق بالإمساك فهناك مكان لفحص ما إذا كانت هذه متلازمة القولون العصبي حيث يكون فيها الألم مهيمن أكثر".

  • هل الإمساك هو مشكلة في حد ذاتها أو انها ظاهرة ثانوية  لمرض آخر؟

"هذا هو بالضبط ما يجدر فحصه. في معظم الحالات تكون هذه مشكلة أولية. عندما يكون ثانوي فسبب الإمساك يمكن أن يكون عامل معين في القناة الهضمية، وخاصة في القولون: الانسداد الميكانيكي مثل الورم السرطاني، تضييق الأمعاء. التغييرات التي تحدث في قاع الحوض عندما يحدث فيها "جيوب" (على سبيل المثال القيلة Rectocele) هذا الوضع شائع لا سيما لدى النساء. أمراض جهازية يمكن أيضا أن تؤدي للإمساك، بما في ذلك مرض السكري، اضطرابات الغدة الدرقية وكذلك الأمراض العصبية - مثل الباركنسون أو إصابة العمود الفقري، التي يمكن أن تؤدي للإمساك الشديد. ومع ذلك، ينبغي التأكيد: لدى معظم الناس فان الإمساك هي مشكلة رئيسية وليس بسبب المرض".

  • هل هناك أدوية لعلاج هذه المشكلة بشكل فعال؟

"قبل الوصول الى استخدام الأدوية يجدر فحص امكانية تدريب المشتكي لإحداث تغيير في نمط الحياة. فحص ما إذا كان وكم من الألياف يستهلك في اليوم، وبالتالي يكون التدخل الأول، اذا كانت كمية استهلاك الألياف غير كافية فيجب إضافة المواد الغذائية التي تحتوي على الألياف أو المستحضرات التي تحتوي على الألياف القابلة للذوبان. عندما لا تنجح كل هذه في حل المشكلة، فيجب بالفعل الانتقال الى العلاج الدوائي - بواسطة المسهلات الأسموزية-Osmotic laxatives. هذه المستحضرات لا يتم امتصاصها من قبل الأمعاء، ونتيجة لذلك يحدث افراز للمياه لداخل القولون، مما يؤدي لتليين البراز وتحسين حركية القولون ".

  • ما هي الأدوية الموصى بها من عائلة المسهلات الأسموزية؟

"إن الأدوية الموصى بها في هذه المجموعة هي غليكول البولي إيثيلينpolyethylene glycol أو لكتولوز هذه الأدوية ليس لديها آثار جانبية كثيرة ولا تسبب الإدمان. إذا لم تكن هناك استجابة كافيه لهذه الأدوية – يجدر التفكير بإضافة المسهلات المحفزة، التي تؤدي للإسهال النشط. المنتج التقليدي من بين هذه هو اللكسدين Laxadin. لكن لا يوصي بأخذه كل يوم. وانما حبه واحدة الى حبتين, بوتيرة مرتين الى ثلاث مرات في الأسبوع على الأكثر. كما ذكر فأنه يأتي بالإضافة إلى العقاقير المذكورة أعلاه. السبب: على الرغم من أن اللكسدين فعال جدا، فإنه يمكن أن يؤدي لآثار جانبية مزعجة, التي تشمل الألم، التشنج وحتى الإسهال. بالإضافة إلى ذلك، اللكسدين مع الوقت قد يؤدي إلى الإدمان ".

  • لا توجد أدوية مبتكرة لحل هذه المشكلة الشائعة جدا؟ .

"في الواقع، في العالم الغربي تم تطوير ثلاثة عقاقير جديدة, واحد منها هو رزولور (Prucalopride). عن هذا الدواء يمكن القول أنه فعال، مع عتبة سلامة عالية. وهو أيضا آمن للاستخدام لدى المسنين. يعتمد عمل هذا الدواء على ارتباط المادة الدوائية للمستقبلات في الأمعاء مما يحفز الحركة فيها. هذا الدواء يعيد حركة الأمعاء الطبيعية ".

  • ذكرت في السابق قضية التغيير في نمط الحياة والتغذية هل هذا حل مطلق؟

"من حيث المبدأ يجب على الطبيب المعالج أن يوصي، لكافة السكان وبالتأكيد بالنسبة لأولئك الذين يأتون اليه مع الشكوى من الإمساك، الانتقال الى التغذية الصحية أكثر التي تشمل 30-20 غرام من الألياف القابلة للذوبان في اليوم، وشرب الكثير من السوائل (غير الكحولية بالطبع)، ممارسة النشاط البدني بانتظام، ولكن للأسف، فهذا ليس كافي دائما لتحسين الوضع، وعندها لا يوجد هناك من خيار سوى اقتراح الحل الدوائي ".

  • ما هي بحسب رأيك المبادئ التوجيهية لطبيب العائلة التي ينبغي أن يفحصها عندما يشتكي المريض من الإمساك على جميع انواعه؟

"الأمور المهمة التي يجب على الطبيب المعالج فحصها هي نفي وجود مرض معين. ولذلك يوصى بأن يخضع كل شخص فوق سن 50 لتنظير القولون لنفي وجود سرطان القولون. وهذا يكون صحيحا أيضا إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون، أو عندما تكون هناك شكاوى حول فقدان الوزن، وجود الدم في البراز، أو عندما تكون اختبارات الدم تشير إلى وجود مشكلة فقر الدم. في كل هذه الحالات، هناك حاجة لإجراء تحقيق واسع لنفي وجود مرض خطير".

  • متى يجب على طبيب العائلة أن يرسل الشخص المعالج للطبيب الخبير في الجهاز الهضمي؟

"عندما تكون نتائج الفحوصات غير سليمة ويشتبه بوجود مرض يؤدي الى الإمساك أو عندما يستمر المعالج بالشكوى من الامساك ولا يستجيب أيضا بشكل جيد للأدوية، بما في ذلك الأدوية الحديثة. في هذه الحالة يجب استشارة طبيب متخصص بحركة الامعاء". هل يجب على كل شخص يشكو من الإمساك الخضوع لفحص تنظير القولون؟ "أكثر من 90٪ من الحالات لا يجب أن تخضع لهذه العملية، على الرغم من أنها آمنة جدا اليوم" أي خيارات أخرى متاحة لفحص القولون؟ تنظير القولون الافتراضي – في الأساس هذا هو فحص CT وسلبياته هو انه عمليا ينطوي على العلاج الإشعاعي. هي أيضا عملية تشخصية فقط والتي يكون فيها الجهاز حساس لتشخيص السلائل بحجم 7 ملم وما فوق، في حين ان فحص تنظير القولون العادي (العملية التي من المفترض أن تستمر لمدة 30 دقيقة في حدها الأقصى، وعادة ما تكون أقل من ذلك بكثير) تسمح أيضا باكتشاف السلائل التي بحجم 2-1 ملم وازالتها خلال هذه العملية. هذا لا يمكن فعله في التنظير الافتراضي.

بالمناسبة: التحضير لهذين الاختبارين مشابه وربما على عكس ما يعتقد الكثيرون، ففي التنظير الافتراضي توجد عملية باضعة من خلال ادخال القثطار من فتحة الشرج ونفخ القولون. الخيار الآخر هو استخدام كبسولة التي تحتوي على كاميرا صغيرة جدا. وقد تم تطوير هذا الاختراع مؤخرا لفحص القولون. في الولايات المتحدة تمت بالفعل الموافقة على الاستخدام عندما يفشل فحص تنظير القولون. المشكلة الرئيسية هنا هي أن تحليل النتائج يستغرق وقت طويل جدا. اليوم يبحث المطورون عن طريقة لتقصير هذه المدة".

 

نشرت من قبل ويب طب - الأحد 29 تشرين الثاني 2015

آخر الأخبار