البروبيوتيك يقلل من بكاء الأطفال الذين يعانون من المغص

عدّة أبحاث علمية نُشرت خلال العامين المنصرمين أُثبتت نجاعة بكتيريا البروبيروتيك في تقليل أعراض المغص وأعراض أخرى في الجهاز الهضمي

برعاية sponsered by

الملبنة الروتيرية (Lactobacillus reuteri) هي بكتيريا البروبيوتيك ايجابية الغرام (Gram positive) الموجودة ضمن مجموعة أو نبيت (Flora) البكتيريا الطبيعية لدى الأطفال الرضّع وحتى في عيّنات حليب الأم لدى النساء من دول مختلفة. طريقة عمل بكتيريا الـ Reuteri ليست معروفة ولكن الآليات الممكنة تفترض تأثيرها على حركة وعمل الأمعاء، تنظيم رد الفعل المناعي والتأثير على الألم الباطني والنشاط العصبي في الأمعاء.
من المعروف أن تنوع نبيت البكتيريا في أمعاء الرضيع يتأثر من عوامل مختلفة مثل نوع الولادة (مهبلية أو قيصرية) ونوعية التغذية (حليب الأم أو بدائل الحليب). الأطفال الذين يتغذون على حليب الأم يطورن نبيتا جرثوميا مختلفا وغنيا أكثر ببكتيريا البروبيوتيك منذ الأسبوع الأول من الحياة ويمكن العثور فيه بالأساس على البكتيريا من عائلة  الشَّقَّاء (جِنْسُ جَراثيم مِنْ فَصيلَةِ الشُّعِّيَّات - Bifidobacterium) والملبنة (Lactobacillus). هذه السلالات تستخدم أيضا في مركبات غذاء الأطفال.

من المعروف أن أكثر من 50٪ من الأطفال الرضع (ممن يتغذون على حليب الأم أو بدائل الحليب) يعانون من أعراض مشاكل الجهاز الهضمي في مرحلة معينه خلال الأشهر الستة الأولى من الحياة، أعراض مثل آلام في البطن، "الغازات"، القيء، الإمساك أو الإسهال، عدم الهدوء والبكاء. ظاهرة عدم الهدوء، البكاء لفترات طويلة وألم البطن تسمى أيضا "المغص" (Infantile colic) وهي تعرف بالبكاء لمدة 3 ساعات على الأقل في اليوم، على الأقل 3 أيام في الأسبوع ولمدة 3 أسابيع على الأقل. 
هذه الأعراض من "المغص" عادة ما تزول بشكل عفوي في سن 4-5 أشهر تقريبا، لكنها تسبب مصدر قلق للوالدين بسبب صعوبة تهدئة الطفل.

في دراسة  نشرت مؤخرا وجد أنه لدى الأطفال الذين يعانون من المغص فان النبت الجرثومي المعوي لديهم يختلف إلى حد كبير عنه لدى الأطفال الذين لا يعانون من المغص – نسبة البكتيريا البروبيوتيك من نوع  Bifidobacterium و- Lactobacillus (الشائعة في النبت المعوي للأطفال الذين يتغذون على حليب الأم) هي أقل بكثير لدى الاطفال الذين يعانون من "المغص" بالمقارنة مع مجموعة المراقبة.

في الدراسات التي نشرت في السنوات الأخيرة أثبت أن إضافة بكتريا الـ L. reuteri لغذاء الطفل هي آمنه، تساهم في توازن النبت الطبيعي للجراثيم المعوية وتسهم في انخفاض أعراض المغص بشكل كبير وأعراض الجهاز الهضمي الأخرى.

النبت المعوي غير المتوازن والذي يحتوي على بكتيريا ضارة أكثر يؤثر على حركية الجهاز الهضمي وإنتاج الغازات الذي يؤدي الى أعراض المغص. لدى الاطفال الذين يعانون من "المغص" يلاحظ ارتفاع في غاز الهيدروجين الذي تنتجه الجراثيم سلبية الغرام اللاهوائية وكمية صغيرة من بكتيريا الـ Lactobacillus. وجدت مؤخرا في براز الاطفال الذين يعانون من "المغص" أعداد أعلى من بكتيريا الإشريكية القولونية (Escherichia coli)، مما يشير الى دورها في إنتاج الغازات في الأمعاء والتخمر الذي يؤدي لظاهرة المغص.
في دراسة أجريت في إيطاليا في السنوات 2008-2009، اشترك 46 من الرضع الذين يعانون من "المغص" حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى - تلقت بكتيريا L. reuteri والثانية شكلت مجموعة المراقبة التي تلقت العلاج الوهمي لمدة 21 يوما من الدراسة. النتيجة الأساسية التي تم تعريفها هي انخفاض في متوسط مدة البكاء لأقل من 3 ساعات يوميا بعد 21 يوما من بداية البحث. النتيجة الثانوية كانت نسبة المستجيبين للعلاج في اليوم 7 ، 14 و- 21 من بداية البحث (المستجيبون للعلاج تم تعريفهم على انهم اولئك الذين انخفضت مدة البكاء لديهم بنسبة 50٪ أو أكثر عنه في بداية البحث). بالإضافة إلى ذلك تم اجراء تحليل لبراز الرضع لتحديد تأثير البروبيوتيك على النبت الجرثومي المعوي.

أظهرت النتائج انخفاضا كبيرا في مدة البكاء في مجموعة البروبيوتيك بالمقارنة مع مجموعة المراقبة، بالإضافة إلى ذلك فنسب المستجيبين للعلاج كانت كذلك أعلى في مجموعة البروبيوتيك. اكتشاف آخر في مجموعة الـ L. reuteri، وبعد 21 يوما من بداية التجربة، كانت أعداد عالية من بكتيريا الـ L. reuteri وأعداد منخفضة من بكتيريا الإشريكية القولونية والأمونيا في براز الرضع. آلية محتملة لطريقة عمل بكتيريا الـ reuteri تشمل التحسن العام في حركة ووظائف الأمعاء والتأثير المباشر على الألم الباطني حيث ان كل هذه يمكن أن تقلل من البكاء بسبب "المغص" لدى الرضع.

المصدر: Lactobacillus reuteri DSM17938 in Infantile Colic: A Randomized، Double-Blind، Placebo-Controlled Trial. Francesco et al. Pediatrics; 2010.

في دراسة أخرى  أجريت في بولندا بين السنوات 2010-2011 ، تم فحص فعالية اعطاء بكتيريا الـ reuteri للأطفال الرضع الذين يعانون من "المغص". شارك في هذه الدراسة 80 من الرضع الذين تقل أعمارهم عن 5 أشهر، والذين تم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى تلقت علاج الـ reuteri والأخرى تلقت العلاج الوهمي. استمرت الدراسة 28 يوما. نجاح العلاج تم قياسه بطريقتين: الأولى - النسبة المئوية للأطفال الذين حققوا انخفاضا يوميا بنسبة 50٪ أو أكثر في مدة البكاء والثانية - هي مدة البكاء (عدد الدقائق في اليوم) في اليوم 7 ، 14، 21 و- 28 من بداية البحث.

النتائج: كانت نسبة المستجيبين أعلى بكثير في مجموعة الـ reuteri بالمقارنة مع مجموعة الدواء الوهمي، بالإضافة إلى ذلك فخلال فترة البحث انخفضت مدة البكاء في مجموعة الـ reuteri بالمقارنة مع مجموعة الدواء الوهمي.

المصدر:Lactobacillus reuteri DSM 17938 for management of Infantile Colic in Breastfed Infants: A Randomized، Double-Blind، Placebo-Controlled Trail. Szajewska، Gyrczuk and Horvath. The journal of Pediatrics; 2012. L.Reuteri

L. reuteri آمن للاستخدام منذ الولادة

حتى الآن أثبتت سلامة وفعالية L. reuteri لدى البشر في أكثر من 80 دراسة أجريت على أكثر من 5،000 شخصا من جميع الأعمار، بما في ذلك 1،200 طفلا بالمجموع. اضافة الى ذلك فان سلامة استخدام الـ L. reuteri أثبتت في دراسة أجريت في عام 2006 على بدائل الحليب من المرحلة 1، وقد أثبتت هذه الدراسة سلامة استخدام البروبيوتيك بصيغ بدائل الحليب دون أي آثار جانبية. الدراسات التي نشرت في السنوات الأخيرة تبين أن إضافة بكتريا البروبيوتيك الى غذاء الطفل هي آمنه وتسهم في خفض أعراض المغص ومشاكل الجهاز الهضمي بشكل كبير.

نشرت من قبل ويب طب - الأحد 5 نيسان 2015

آخر الأخبار