هل تؤثر البكتيريا المتواجدة في الفم على الإصابة بسرطان البنكرياس؟
عادة ما يتم اكتشاف الإصابة بسرطان البنكرياس في مراحل متأخرة، ولكن هل من الممكن أن تساعم البكتيريا المتواجدة في الفم بتشخيص مبكر؟

إن وجود نوع معين من البكتيريا في الفم من شأنه ان يرفع من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، وذلك وفقاً لدراسة جديدة عرضت نتائجها في مؤتمر American Association for Cancer Research.
حيث اقترح الباحثون القائمون على الدراسة بأن نتائجهم قد تساهم في ايجاد علاجات جديدة ودقيقة لسرطان البنكرياس، فهو من أنواع السرطانات القاتلة والتي لا يتم اكتشافها في المراحل المبكرة.
وكانت قد ربطت دراسات علمية سابقة بين تراجع صحة الفم والإسنان وارتفاع خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، إلا أن هذه الدراسة الأولى من نوعها والتي تحدد علاقة مباشرة بين العاملين، وقال الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور جيونج آن Dr. Jiyoung Ahn معلقاً: "دراستنا الاولى التي تربط العلاقة ما بين تغير الميكروبات في الفم وارتفاع خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، والذي من شأنه ان يكون عامل خطر إلى جانب عدد من العوامل مثل العمر والجنس والعرق وحتى التاريخ العائلي للإصابة بالمرض".
كيف جرت الدراسة؟
خلال الدراسة، قام الباحثون بتجربة استهدفت 361 شخصاً قبل إصابتهم بسرطان البنكرياس مقارنة مع 371 شخصاً لم يصابوا بالسرطان، حيث تم أخذ عينات من الفم لديهم لفحصهم ومقارنتهم بين المجموعتين.
بعد مقارنة النتائج وتتبع المشتركين لفترة وصلت إلى 10 سنوات وجد الباحثون أن المشتركين الذين احتوت عينات الفم لديهم على نوعين محددين من البكتيريا ارتفع لديهم خطر الإصابة بسرطان البنكرياس مقارنة بالآخرين.
وأفاد الباحثون أن وجود بكتيريا تدعى Porphyromonas gingivalis رفع من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بحوالي 59%، كما أن وجود البكتيريا Aggregatibacter actinomycetemcomitans رفع من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان بنسبة وصلت إلى 50%. وتجدر الإشارة ان هذه النوعين من البكتيريا مرتبطين بالإصابة بأمراض اللثة أو دواعم الأسنان.
وفي دراسة أخرى سابقة، كانت قد وجدت ان التدخين يساعد في تغير البكتيريا المتواجدة في الفم، إلا أن هناك حاجة لدراسات أخرى لبحث أثر هذا التغير وربطه بارتفاع خطر الإصابة بسرطان البنكرياس.
وأكد الباحثين أن تغير نوع البكتيريا في الفم من شأنه المساعدة في التنبوء بالأشخاص الذين يواجهون خطر الإصابة بسرطان البنكرياس في وقت مبكر.