التوتر يساعد في انتشار السرطان بسرعة في الجسم
عادة عندما يصاب الإنسان بأي مرض يصاب بالتوتر الشديد، فماذا لو كان هذا المرض هو السرطان؟ لكن للأسف التوتر من شأنه ان يسرع من عملية انتشاره!

وجد باحثون استراليون في دراسة جديدة لهم نشرت في المجلة العلمية Nature Communications أن التوتر المزمن يعمل على تسريع انتشار مرض السرطان.
منذ سنوات دارت شكوك مرضى السرطان بأن الشعور بمستويات عالية من التوتر قد تسبب السرطان أو تسرع في انتشار المرض في الجسم، لكن لم تؤكد أي نظرية هذه الشكوك.
لذا عكف فريق الباحثين من جامعة Monash University على ايجاد العلاقة ما بين التوتر الشديد وانتشار السرطان بسرعة لدى المرضى.
ولاحظ الباحثون من خلال تجربتهم على الفئران أن التوتر المستمر والمزمن، نتج عنه تغيرات فسيولوجية تسببت في انتقال الخلايا السرطانية بشكل أسرع وانتقال المرض إلى أعضاء أخرى في الجسم.
وأوضح الباحثون أن الادرينالين (Adrenaline) يزيد من عدد الأوعية اللمفاوية داخل الأورام وفي محيطها، كما يرفع من نسبة السوائل المتدفقة في هذه الاوعية، وفي حال اجتماع هاذين الأمرين معاً ينتج عنه تهيء الأورام للإنتشار في الجسم.
والأدرينالين عبارة عن ناقل عصبي (Neurotransmitter) رئيسي في الجهاز العصبي المستقل، وينتج بسبب التوتر لزيادة التأهب وردة الفعل السريعة اتجاه أي تهديد.
وقالت في هذا الصدد الباحثة الرئيسية في الدراسة الدكتورة كارولين لي Dr Caroline Le: "لقد وجدنا أن التوتر المزمن يعمل على تنشيط الجهاز العصبي الودي sympathetic nervous system (SNS) وهو المعروف بنطام المقاتلة أو الهروب، مؤثراً بذلك بشكل كبير على عمل ووظائف الغدد اللمفاوية وانتشار الخلايا السرطانية".
وأضافت الدكتور لي: "هذه النتائج أظهرت الدور الأساسي والمهم للتوتر، وأشارت بأن منع أثر التوتر لدى مرضى السرطان قد يكون وسيلة ناجعة في إبطاء انتشار السرطان إلى الجسم".
وأشار الباحثون بأن مرضى السرطان الذين يتناولون أدوية لمعالجة القلق وضغط الدم المرتفع، كانوا أقل عرضة لإنتقال السرطان من مكانه الأساسي إلى أعضاء أخرى في الجسم.
وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج من خلال تجربتهم على الفئران، حيث جعلوها تشعر بالتوتر بسبب وضعها الحالي وعدم القدرة على التأقلم معه، ووجدوا أن هذه الفئران ارتفع خطر انتشار مرض السرطان لديها مقارنة بالفئران الأخرى المصابة بالسرطان والتي لم تشعر بالتوتر.
وأكد الباحثون ان على مرضى السرطان عدم الشعور بالتوتر الكبير اتجاه مرضهم، لأنه سيصعب عليهم حينها التحكم والسيطرة على المرض. وهم يأملون الآن بالتوصل إلى طرق جديدة لعلاج السرطان والحد من انتشاره، وذلك من خلال تقليل التوتر.