دراسات الحالات الحادة من كورونا قد تسبب الشيخوخة المبكرة
لا تزال التبعات الصحية طويلة الأمد للإصابة بفيروس كورونا المستجد قيد البحث والدراسة، وتبعًا لأحدث الدراسات قد تتضمن قائمة هذه التبعات الشيخوخة المبكرة.

تبعًا لدراسة جديدة نشرت نتائجها مؤخرًا على بوابة (Medrxiv) الإلكترونية، فإن المتعافين من فيروس كورونا المستجد قد يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالشيخوخة المبكرة.
مقدمة عن تأثير كورونا على الأعصاب
على الرغم من أن فيروس كورونا المستجد يؤثر بشكل رئيس على الجهاز التنفسي، إلا أن الباحثين كانوا قد لاحظوا خلال الشهور الماضية أن تأثيره قد يطال كذلك الجهاز العصبي، إذ قد يحفز الفيروس الإصابة بخلل طويل الأمد في الإدراك، ولكن لم يتمكن الباحثون بعد من تحديد الطريقة التي يمكن للفيروس من خلالها إحداث التأثير المذكور آنفًا.
وقد لوحظ أن فيروس كورونا قد يحدث خللًا بشكل خاص في وظائف القشرة الحجاجية الجبهية، والتي تلعب دورًا هامًّا في تنظيم وظائف الإدراك، مع العلم أن الإصابة بالشيخوخة قد تؤدي كذلك لتناقص في قدرة القشرة الحجاجية الجبهية على القيام بوظائفها المعتادة.
تفاصيل الدراسة الجديدة
نظرًا لأن فيروس كورونا المستجد قد يحدث تغييرات في الدماغ مشابهة لتلك التي قد تنشأ عند بدء الشيخوخة، قام الباحثون بالدراسة الآتية لمحاولة تحديد تأثير فيروس كورونا الدقيق في هذا الصدد.
خلال الدراسة؛ قام الباحثون بإجراء تحليل جيني معين على أدمغة 12 شخصًا تسبب فيروس كورونا المستجد في وفاتهم، ومقارنة نتائج هذه الاختبارات مع النتائج التي تم الحصول عليها من إخضاع 12 شخصًا غير مصاب بفيروس كورونا لذات الاختبارت.
ليلاحظ الباحثون أن النتائج التي عادت بها فحوصات اثنين من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة ولم يكونوا مصابين بالفيروس وكانت أعمارهم تتراوح ما بين 71-84 عامًا، جاءت مماثلة لتلك التي تم الحصول عليها من أدمغة الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد.
ولكن وعلى الرغم من وجود بعض التغييرات الدماغية لدى مرضى كورونا، إلا أنه لم يتم رصد أي وجود للفيروس في منطقة القشرة الحجاجية الجبهية في الدماغ عند الوفاة، مما يعني أن فيروس كورونا المستجد قد لا يحفز الشيخوخة المبكرة من خلال إحداث تغييرات في القشرة الحجاجية الجبهية مباشرة، بل من خلال إحداث العديد من التغييرات على التعبيرات الجينية في الجسم، وهذه التغييرات شبيهة بتلك التي قد تحفزها الشيخوخة.
كما لاحظ الباحثون أن التغييرات الجينية المتعلقة بالشيخوخة والتي حفزها فيروس كورونا المستجد كانت أكثر حدة بشكل خاص لدى اليافعين مقارنة بكبار السن.
لذا خرج الباحثون بنتائج مفادها أن الحالات الحادة من فيروس كورونا المستجد قد تؤدي للشيخوخة المبكرة، أي أن المتعافين من الحالات الحادة من كورونا قد يتم تركهم مع تغييرات جينية يمكن أن تسرع من وتيرة إصابتهم بالشيخوخة.