الحساسية الموسمية قد تضر ذاكرتك وقدرتك على التعلم
تعد الحساسية الموسمية من الأمور المرهقة بسبب أعراضها الثقيلة، ولكن هل سيلان واحتقان الأنف وتورم العينين من الأعراض الرئيسية فقط؟ هذا ما نفته الدراسة الحالية، إليك التفاصيل.

يعاني العديد من الأشخاص من الإصابة بالحساسية، والتي تشتد أعراضها في أوقات معينة من السنة، لتتورم عينيهم ويحتقن أنفهم، ولكن وفقاَ لدراسة علمية جديدة، فإن الحساسية الموسمية لا تقتصر على هذه الأعراض فقط، بل من شأنها أيضاً أن تغير الدماغ!
حيث وجد الباحثون في دراستهم التي نشرت في مجلة Frontiers in Cellular Neuroscience أن التعرض لمسببات الحساسية نتج عنه تطور خلايا عصبية جديدة بالإضافة إلى قلة نشاط الخلايا المناعية في منطقة الحصين Hippocampus في الدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن الذاكرة والتعلم.
وأشار الباحثون أن الحساسية الموسمية عادة ما تصيب الإنسان في الربيع والصيف وأوائل فصل الخريف، وذلك نتيجة لحساسية الجهاز المناعي لبعض مسببات الحساسية مثل الأشجار والطلع، وتتمثل أعراض الحساسية الموسمية المعروفة بما يلي:
- سيلان واحتقان في الأنف
- حكة في العينين والفم والجلد
- العطاس
- التعب والإرهاق.
وكانت قد أوضحت دراسات علمية سابقة أن الحساسية من شأنها أن تؤثر على بعض العمليات الوظيفية للجهاز العصبي المركزي، وبالأخص العمليات المسؤولة عن التعلم والذاكرة.
وقام الباحثون ببحث وتقييم ردة الفعل التحسسية على دماغ الفئران والذي يحدث نتيجة للتعرض للطلع، من ثم تم مقارنة دماغ الفئران بمجموعة أخرى منهم والذين لم يتعرضوا لهذا الطلع.
وبناءً على هذه التجربة وجد الباحثون أن دماغ الفئران الذين تعرضوا للطلع أظهر قلة في خلايا الجهاز العصبي نتيجة فشل في انتاجها، وهو ما يعرب بتخلق النسيج العصبي Neurogenesis، كما أن ردة الفعل التحسسية نتج عنها قلة في نشاط خلية الجهاز المناعي مثل الدبيقيات Microglia الموجودة في منطقة الحصين، وهذه الدبيقيات تعد حامي الدفاع الأول ضد العوامل المسببة للمرض.
وتفاجئ الباحثون من قلة نشاط هذا النوع من الخلايا "الدبيقيات" نتيجة التعرض لمسببات الحساسية، وقد يعود ذلك إلى زيادة نشاطها بسبب التعرض للعدوى البكتيرية.
هذا ومن المعروف أن تخلق النسيج العصبي يقل مع التقدم بالعمر، مما يعرض الشخص لخطر الإصابة بمرض الزهايمر، لتثبت بدورها هذه الدراسة أن الحساسية من شأنها أن تسبب هذا الأمر في وقت مبكر.
ولكن هناك حاجة للقيام بالمزيد من الأبحاث المستقبلية بهذا الصدد، والتأكد من أعراض وعواقب الإصابة بالحساسية على الدماغ، وبالأخص بالنسبة للتعلم والذاكرة.