السرطان في الخليج تكاليف صحية واقتصادية باهظة
ماذا توصل اجتماع "أعباء السرطان في منطقة الخليج؟" وما أهم ما جاء فيه؟ لمعرفة التفاصيل اليكم المقال التالي.

عقد في مدينة الرياض اجتماعا لدول الخليج، تحت عنوان "أعباء السرطان في منطقة الخليج"، من أجل مناقشة وضع مرض السرطان في المنطقة. وبالرغم من أن نسبة انتشار السرطان في الشرق الأوسط أقل من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، إلا أنها آخذة بالإزدياد، ومن المتوقع أن تتضاعف اعداد الإصابة والوفيات بحلول عام 2030.
وأوضح وزير الصحة السعودي عادل بن محمد فقيه، أن ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان في منطقة الخليج، تعود إلى اتباع نمط حياتي غير صحي، مثل استهلاك التبغ، نسبة انتشار السمنة، وعدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، بالإضافة إلى التغيرات في الطفرات الجينية. ومن المتوقع أن تواجه دول الخليج ارتفاع في أعداد الإصابة بالأمراض المعدية إلى جانب الزيادة في أعداد مرضى السرطان. وتأمل دول الخليج أن يتم تقليص عدد وفيات السرطان بنسبة 25% على الأقل بحلول عام 2025.
وأوردت المجلة الطبية المشهورة The Lancet على موقعها الالكتروني، أنه وبالرغم من عدم تصنيف دول الخليج من الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل، إلا أنها تواجه عدة معيقات وأعباء فيما يخص النظام الصحي، والتي تعرقل بدورها التخطيط الوطني والمحلي السليم لبرامج السيطرة على مرض السرطان.
ومما يزيد من هذه المعيقات ويثقلها، قلة وعي المواطنين فيما يخص الأمراض والرعاية الصحية. فتعتبر الوقاية الاولية بشكل أساسي الطريق الناجح للحد من عوامل الخطر المسؤولة عن الإصابة بعديد من الأمراض. ويعد الحصول على الرعاية الصحية اللازمة من الأمور الإلزامية، وحق من حقوق الإنسان، وهذا الأمر يسلط الضوء على التوزيع الغير متكافئ للثروة في المنطقة، والذي من شأنه أن يشكل عقبة كبيرة أمام الحصول على الرعاية الصحية.
وقال وزير الصحة السعودي: "هذا المؤتمر سيفتح الفرصة أمام دول مجلس التعاون الخليجي المشترك من أجل مكافحة السرطان، للعمل على سد الثغرات في الأسلوب المتبع لمكافحته، بالإضافة إلى تبادل المعلومات عن أفضل طرق الوقاية، ووضع حلول من شأنها أن تحد من الأعباء الاجتماعية والاقتصادية والتنموية لمرض السرطان، والتي تمثل عبئا ثقيلا ومكلفا على كافة الأنظمة الصحية".
السرطان: تكاليف صحية واقتصادية
من المعروف ان مرض السرطان من المسببات الرئيسية للوفاة حول العالم، حيث قتل في عام 2012 حوالي 8.2 مليون شخصا في العالم أجمع، وذلك حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية. إليكم الجدول التالي لتوضيح أعداد الإصابة والوفيات بالسرطان في دول الخليج، لعام 2012، حسب منظمة الصحة العالمية:
الدولة | عدد الإصابات | عدد الوفيات |
الإمارات | 2,935 | 1,257 |
البحرين | 898 | 348 |
السعودية | 17,522 | 9,134 |
الكويت | 1,698 | 796 |
قطر | 1,017 | 484 |
عُمان | 1,484 | 888 |
إلا أن الأمر يتعدى عدد الوفيات والإصابات، فالتكلفة الإقتصادية لهذا المرض تعد هائلة جدا. وأوضح مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة، خلال الاجتماع في هذا الصدد، أن متوسط عبء التكاليف الاقتصادية لمريض السرطان، والذي تم تشخيصه حديثا يصل إلى أكثر من 16 ألف دولار سنويا في الولايات المتحدة الأمريكية! وأشار خوجة أن سرطان الرئة يعد الأعلى تأثيرا من الناحية الاقتصادية، يليه سرطان الأمعاء والمستقيم.
من ناحية أخرى، تم تشخيص حوالي 60% بالإصابة بالسرطان لمن هم دون الستين في دول الخليج، وأن أكثر من 50% من هذه الحالات تم تشخيصها في مراحل متقدمة من المرض. ان هذا الأمر يزيد من تكاليف العلاج والضغوطات على المراكز والمستشفيات المتخصصة، كما أنه يشكل عبئا ثقيلا من الناحية النفسية والاجتماعية للمرضى.
ومن هنا تنبع أهمية تفعيل برامج مكافحة السرطان في دول الخليج، والتي تهدف إلى الحد من عوامل الخطر، ورفع الوعي الصحي، بالإضافة إلى ضرورة تكثيف برامج الكشف المبكر عن السرطان، وتحسين الخدمات الصحية.