الطب الشرعي وفاة أبو عين بسبب الخنق واستنشاق الغاز
ان عملية تشريح الجثة ن شأنها أن تفك اللغز حول قضية وفاة غامضة، ولمعرفة تفاصيل أكثر حول تشريح الجثة، نقدم لكم المقال التالي.

بعد تلقي الخبر المفجع لاستشهاد الفلسطيني رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير زياد أبو عين، تم الإقرار بالقيام بعمل تشريح لجثمانه، لتأكيد سبب وفاته ودحض كافة الشكوكات حولها.
وتبين نتيجة تشريح الجثمان أن الوفاة ليست طبيعية، بناءا على وجود إصابات في وجهه وكدمات في عنقه نتيجة الضغط الزائد من قبل الجنود عليها، مما أدى إلى تضيق الشرايين وإحداث نزيف داخلي، بالإضافة إلى استشاقه لكمية كبيرة من الغاز الذي قام بإطلاقه جنود الاحتلال.
إلا أن الكثيرين منا لا يعلم كيف يتم التشريح وإجراءاته، ومتى يتم القيام به، وهل حقا يساعد في تحديد أسباب الوفاة وكيف! بالتالي من أجل توضيح هذه الأمور، رأينا في ويب طب أنه من الواجب الإجابة عن الاسئلة التي تدور في أذهان العديد من الأشخاص، من خلال المقال التالي.
تشريح الجثة يجيب عن عديد من الأسئلة
يعتبر عملية تشريح الجثة -postmortem examination) autopsy) من الأمور التي تجزم وتحدد سبب الوفاة، حيث يقوم طبيب متخصص في علم الأمراض بالتشريح إلى جانب فريق مساعد. وبالعادة تلجأ الحكومات لتشريح الجثث عند وقوع أي جريمة، للتحقق من أسباب الوفاة.
العديد منا يتسأل عن سبب اللجوء إلى تشريح الجثة، حيث يتم اللجوء إلى تشريح الجثة عند وفاة شخصا سليما ومعافاة، وذلك بطلب من عائلته، أو بطلب من السلطات والمؤسسات الحكومية.
وتتلخص أهداف القيام بتشريح الجثة بـ:
- تحديد سبب الوفاة بدقة كبيرة، والذي من شأنه في بعض الحالات، أن يعطي مؤشرا لوجود أمراض وراثية لم تكن عائلة المتوفى على علم بها.
- تأكيد أو نفي الإصابة بالأمراض، بالتالي مساعدة الأطباء لفهم أعمق لتطور المرض وتحديد نجاح العلاجات المستخدمة.
- توثيق الإصابة بمرض لم يتم تشخيصه واكتشافه قبل الوفاة، او بسبب الإهمال الطبي.
- جمع عينات من أنسجة وافرازات الجسم لدراسات جينية محتملة، ويتم هذا بعد الحصول على موافقة عائلة المتوفي.
- جمع معلومات ودلائل عن قضايا جنائية.
من الضروري القيام بجمع أكبر عدد من المعلومات حول حادث الوفاة، والتي تتضمن دراسة الملف الصحي للمتوفي، والحديث مع طبيبه الشخصي لجمع لفهم أعمق حول وضعه الصحي، وذلك قبل البدء في عملية التشريح.
كيف تجري عملية تشريح الجثة؟
أما خطوات عملية التشريح فهي كالتالي:
- تصل الجثة إلى مكان التشريح بأكياس خاصة، وتكون هذه الأكياس مغلقة ومختومة لمنع حدوث أي تلوث أو فقدان أي أدلة أثناء النقل. ويتم وضعها بعناية في الثلاجات في حال عدم معاينتها فورا.
- عند بدء معاينة وفحص الجثة، يتم تصويرها، وفحص الملابس جيدا للتأكد من عدم وجود أي دليل عليها، وذلك قبل إزالتها.
- يتم جمع العينات الموجودة على الجثة، مثل عينات للشعر أو الأظافر، أو طلقات الرصاص، ومعاينتها.
- في بعض الحالات يتم الاستعانة بالقيام باختبار الاشعة فوق البنفسجية-UV radiation. كما يتم أحيانا تصوير الجثة أثناء وجودها في الكيس بالأشعة السينية.
- قبل القيام بتنظيف الجثة، يتم فحص الجروح ان وجدت.
- بعد تنظيف الجثة، يقوم الأطباء بقياس وزن الجثة، وذلك قبل البدء بتشريحها.
- في هذه المرحلة يقوم الأطباء بوصف عام للجثة، من أجل تعريف جنسه، لون شعره وطوله، لون عينيه، عمره التقريبي، بالإضافة إلى أي علامات ولادة ووشم.
- هنا تبدا عملية التشريح الداخلي، والتي يتم في بدايتها بفتح الصدر على شكل Y تمتد من الكتف الأيمن إلى الايسر وتتلاقى عن الصدر، من ثم تنزل إلى أسفل البطن.
- يقوم الأطباء بإزاحة الجلد والعضلات والأنسجة، للكشف عن القفص الصدري وعضلات الرقبة.
- يتم ازالة القفص الصدري، من أجل القيام بفحص كل عضو بداخله على حدا.
- في هذه المرحلة يتم تسجيل وزن كل عضو وأخذ عينات من الأنسجة، بما فيها المعدة.
- بعد عملية الفحص، يتم إعادة الأجزاء إلى مكانها، والعمل على إغلاق الصدر والرأس، من أجل تحضيره للجنازة والدفن.
يقوم الطبيب المختص بعد أجراء تشريح الجثة، بإدلاء ببيان يوضح أسباب الوفاة، إن كانت طبيعية، أي بسبب الإصابة بمرض معين، أم غير طبيعية.