العلاج الكيميائي كعلاج موثوق به اختيار العلاج الآوّل يطيل حياة المصابين بسرطان الغدة البروستاتية في سنة
الدراسه التي أجريَت في معهد "دانا فربر" في بوسطن, عُرض في المؤتمر السنوي للشركة الأمريكية لعلم الأورام؛ المُرشد القائم على البحث: يوجد علاج للمرض
اظهرت دراسة اجريت على رجال مصابين بسرطان نقيلي في البروستاتا - من النوع الحسّاس للعلاج بواسطة الهورمونات، أن العلاج الكيميائي كَحلّ أوّلي نجح في الإطالة بأكثر من سنة في أعمار المرضى. هذا بالاختلاف عن النهج القائم حالياً في التوجه للعلاج الكيميائي في مرحلة متقدمة من المرض حيث تكون حينها قد تطورت مناعة ضد العلاج الهرموني. يُقدّر الباحثون ان هذه النتائج سوف تغيّر من التوجّه الذي يعالج به الأطباء مرضى سرطان الغدة البروستاتية منذ سنوات الـ 50 من القرن الماضي.
قاد البحث الدكتور كريستوفر سويني من معهد "دانا فربر" للسرطان في بوسطون. وتم عرضُه في المؤتمر الثاني للـ ASCO، الشركة الأمريكية لعلم ودراسات الأورام، والذي أجري في شيكاجو.
"هذه هي الدراسة الأولى التي تشير الى استراتيجية علاجية في إطالة العُمر لدى حالات تم تشخيصها مع سرطان الغدة البروستاتية" صرح د. سويني واضاف مشدداً ان "الفائدة الأعظم والتي تم تحقيقها هي إيجاد مستوى جديد لمعالجة حالات المصابين بمثل هذا المرض القاسي، والذين يلائمون تلقّي العلاج الكيميائي.".
"اطالة العمر الملحوظة لدى مرضى سرطان الغدة البروستاتية الذين اشتركوا في الدراسة مثيرا جدا - وكانت أطول بشكل مُلفت نسبة للمدة القياسية المُعتادة التي تتراوح ما بين 2-6 أشهر فقط، ويُعدّ هذا نجاحا باهراً في الدراسات والأبحاث التي تجري على أشخاص بالغين مع أمراض نقيلية"، شاركَ مدير البحث في معهد "دانا فربر" د.بروس جونسون.
وذكر المعهد في بيانه الصحفي أن الحالات الجديدة والتي تم تشخصيها كحالات سرطان الغدّة البروستاتية، والذين تعتبر حالاتهم حرجة وحساسة للعلاج الهرموني (يُقصد به أن تقدم حالة السرطان منوطة بوجود هرمونات ذكَريّة)، يحصلون على العلاج الكيميائي بعد أن قد أصبح تجاوبهم مع الأدوية التي تحظر الهرمونات (androgen deprivation therapy) معدوماً - بحيث توصف هذه الأدوية لهم ك حلّ أوّل وعندما تستاء حالتهم المرضيّة إلى وضعٍ حرج.
هدفت دراسة د. سويني اختبار إذا ما كان العلاج الكيميائي مقترناً مع علاج الهومونات كَحَلّ علاجيّ أوّل يُضعف قدرة الخلايا السرطانية على معالجة الضرر الذي تسبب لهن نتيجةً للعلاج، وعَبر هذه الطريقة يمكن إعاقة مرحلة تطوّر مناعة السرطان للعلاج الهرموني.
اشترك في البحث 790 مُصاب. تم تقسيمهم بشكل عشوائي لمجموعتين - الاولى تلقّت ADT (أدوية حظر الهرمونات) فقط؛ المجموعة الثانية تلقّت ADT مع دواء كيميائي (تاكسوتير -Taxotere) لمدة 18 أسبوع.
المجموعة التي تلقّت ADT بمُفرده، تلقّى 124 أفراد منهم علاجا كيميائيا بعد تردّي حالتهم. في المجموعة التي تلقّت ADT مع العلاج الكيميائي، تلقّى 24 مريض منهم إضافة أخرى للعلاج بسبب تقدّم حالتهم. في تتبّع متطرّف من نوعه والذي أجري بعد 29 أسابيع وُجدت 136 حالة وفاة من ضمن المرضى الذين تلقّوا ADT فقط، مقارنة مع 101 حالة وفاة فقط في المجموعة الثانية.
وعليه، فإن متوسط البقاء الإجمالي للمرضى الذين تلقّوا العلاج الكيميائي في مرحلة مُبكرة وصل الـ 57.6 أشهر مقارنة مع 44 شهرا من البقاء الإجمالي لدى المرضى الذين تلقّوا فقط علاجاً هرمونيّاً. المرضى الذين تمّت معالجتهم بواسطة العلاج الكيميائي حظوا بالمعدل زيادة بأكثر مِن سنة لحياتهم.
زيادةً على ذلك، إضافة العلاج الكيميائي للعلاج بواسطة الهرمونات كان له تأثير جليّ جداً لدى 520 حالة ممن تم تشخيصهم مع مرض مُتفشّي (لأعضاء أخرى في الجسم، أجهزة رئيسية و/أو للعظام). لهؤلاء المرضى كانت قيمة البقاء الإجمالي 49.2 شهراً مقارنة مع 32.2 لدى المجموعة التي تلقّت ADT فقط - فجوة تتمثل ب 17 شهراً لصالح العلاج المُدمج.
النتائج الأولى للبحث نُشرت في ديسمبر 2013 بواسطة معهد السرطان الدولي للولايات الأمريكية المتحدة، أمّا في المؤتمر الذي عُقد في شيكاجو فقد حوى تحديثات ونتائج مُفصلة أكثر الى جانب التوضيحات والتقييم.
أشار در. سويني قائلا أن الفائدة الأكبر التي أُنجزت بفضل العلاج الكيميائي في مراحل بداية تفشّي المرض لوحظت لدى مُصابين ذوي حالات متقدّمة وحرجة أكثر فيما يتعلق بضغط وأبعاد المرض المُتفشّي.
هنالك حاجة لوقت إضافيّ أكثر لتقييم المنفعة المرجوّة من العلاج الكيميائي في المراحل الأولية لدى المرضى ذوي حالات أقل انتشاراً، وذلك لأن البقاء الإجمالي لديهم غير معروف حالياً.
الأعراض الجانبية الأساسية والتي قد لوحظت كالتالي: الحمى إثر إنخفاض عدد خلايا الدم البيضاء التابعة لجهاز المناعة والاعتلال العصبيّ. كانت هناك حالة وفاة واحدة نتيجةً للعلاج.
إضافة العلاج الكيميائي لم يساعد فقط في زيادة معدل الحياة ولكن أيضاً منع تقدّم حالة المرض بحسب قياس مستوى البروتين PSA، والذي تنتجه الغدة البروستاتية. الإضافة منعت أيضا ظهور تفشّيات جديدة أو أي تفاقم في الأعراض.
لدى المصابين الذين تلقّوا العلاج الكيميائي كان هنالك تقدّم في المرض فقط بعد مرور 32.7 أشهر بالمعدل، نسبةً لظهوره لدى المرضى الذين تلقّوا العلاج الهرموني بمفرده بعد 19.8 أشهر بالمعدل.