الاستماع إلى الراديو أثناء القيادة- هل هو خطير؟
يقوم معظم الاشخاص أثناء القيادة بالإستماع إلى الراديو للترفيه وبالأخص في المسافات الطويلة، ولكن هل يؤثر ذلك على جودة القيادة؟ إليكم ما وجدته الدراسة التالية.

وفقاً لنتائج دراسة جديدة عرضت في المؤتمر العلمي British Psychological Society Annual Conference فإن الإستماع إلى الراديو خلال القيادة يجعلك أقل تركيزاً بما يحدث من حولك.
ونظراً لأن قيادة المركبات أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا الطبيعية فقد بدأنا ننسى مخاطرها، وبالأخص في حال عدم التركيز الكافي للطريق وما حولها. بالتالي رغب الباحثون في تذكير الجميع بأن ما يقوم به السائق أثناء القيادة من شأنه أن يكون خطيراً جداً على الرغم من مهارته!
وللتأكيد على أهمية التركيز والانتباه أثناء القيادة، قام الباحثون ببحث ودراسة النظرية التي تشير بأن التركيز المطلق على شيء بفقد قدرة الفرد على تقييم ومعالجة أي معلومات أخرى خارج هذا الإطار.
حيث قام الباحثون باستخدام محاكاة للقيادة وذلك بهدف قياس ما إذا كان قد أثر الإستماع إلى التقرير حول المرور أثناء القيادة على القدرة في معالجة المعلومات المرئية لدى السائق.
واستهدف الباحثون في دراستهم 36 سائقاً، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين على النحو التالي:
- المجموعة الأولى: شملت على السائقين طلب منهم الإستماع إلى تقرير المرور يقدمه رجل وإمراة على التناوب، اي لم يركزوا جيداً على الاستماع للتقرير.
- المجموعة القانية: قام المشتركون فيها بالاستماع إلى تقرير المرور الذي يقدمه شخص واحد فقط، بمعنى أن تركيزهم كان كبير جداً حيال الإستماع إلى التقرير.
وخلال قيادة المشتركون للسيارة، عمل الباحثون على قياس بعض من الجوانب المختلفة التي تعكس جودة وكفاءة القيادة. حيث تم وضع حيوان الفيل على جانب الطريق كل حين وآخر عن طريق المحاكي، بمعنى أنه من البديهي الإنتباه إلى حيوان بهذا الحجم أثناء القيادة بالرغم من الاستماع إلى أصوات مختلفة على الراديو، ولكن ماذا حدث مع المشتركين؟
تفاجئ الباحثون بالنتائج المعاكسة، حيث وجدوا أن 71% من مشتركي المجموعة الأولى لاحظوا وجود الفيل على جانب الطريق، في حين أن 23% فقط من سائقي المجموعة الثانية لاحظوا وجود هذا الفيل أثناء القيادة والاستماع إلى تقرير حركة المرور.
كما كان مشتركي المجموعة الثانية أقل كفاءة في قيادة السيارة واتباع أوامر الإشارات المرورية مقارنة مع الآخرين.
وأكد الباحثون بناءً على نتائجهم أن الأمور التي تلهينا عن القيادة من شأنها ان تكون كارثية وتؤدي بحياتنا وحياة الآخرين إلى الخطر، وحتى وإن تمثلت في الإستماع إلى الراديو فقط، ولكن بالطبع هذا لا يعني عدم استخدام الراديو في السيارات ولكن تحديد انتباهنا وتركيزنا عليه مقابل زيادته على الطريق والقيادة.