الكشف عن الجدل في الولايات المتحدة حول التحذير من استخدام الهواتف الخلوية
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه يقف وراء كواليس بيان مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة بشأن سلامة استخدام الهواتف المحمولة، جدل حجب عن الجمهور
برعاية

أصدر مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) في صيف 2014، توجيهات جديدة للجمهور حول مخاطر الإشعاعات الصادرة عن الهواتف المحمولة. "نحن ننصح باتباع الحذر لدى استخدام الهاتف الخليوي" جاء بصيغة حذرة في الوثيقة التي نشرت.
بعد بضعة أسابيع، قام CDC بمنعطف، وقال إنه "لا نوصي بأخذ الاحتياطات المبكرة". حيث محيت جملة كاملة من الوثيقة الأصلية، أشارت بشكل أكثر استهدافا إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر عند استخدام الهواتف المحمولة في أوساط الأطفال.
ذكرت هذه القصة في صحيفة " نيويورك تايمز" في تقرير كرس للطريقة التي تواجه فيها السلطات الصحية في الولايات المتحدة القضايا الصحية المتعلقة باستخدام الهواتف المحمولة والذي نشر في نهاية الاسبوع.
هل هنالك اجماع في الأوساط العلمية
وذكر المقال ان هناك إجماع في الأوساط العلمية، وهناك أدلة قوية "ضئيلة أو معدومة" أن استخدام الهواتف المحمولة يزيد من خطر الإصابة بسرطان المخ أو مشاكل صحية أخرى. ومع ذلك، بالمقارنة مع المخاطر المتعلقة بالسلوك المتهور عند استخدام هذه الأجهزة، مثل إرسال وقراءة الرسائل النصية ( SMS) أثناء القيادة - وهو عمل شائع ينطوي على مخاطر حقيقية.
لكن الصحيفة حصلت على 500 صفحة من التقارير الداخلية التي كتبت في CDC والتي تثبت وجود جدل بين مختلف الخبراء - العلماء والأطباء والجهات الصحية - حول السؤال أي نوع من المبادئ التوجيهية ينبغي أن تقدم للجمهور، خاصة عند استعمال الأجهزة النقالة بوتيرة مذهلة.
وذكر التقرير أن وثيقة المبادئ التوجيهية نشرت في يونيو 2014 بعد ثلاث سنوات من المناقشات والصياغات - حيث لم يكن احد مستعد لتغييرات الصيغة التي أدخلت بعد أسابيع قليلة فقط.
يبين تبادل رسائل البريد الإلكتروني الداخلية داخل الـ CDC أن قادتها بدؤوا في طرح العديد من الاعتراضات حتى انه نشب خلاف حول مقدار التراجع عن صياغة التوجيهات السابقة والتحول لاستخدام لغة أخرى. وأشار أحد المشاركين إلى أن المناقشات تشير إلى أن حكومات بريطانيا وكندا نصحت الجمهور بتوخي الحذر، واقترح آخرون إضافة فنلندا والنمسا إلى القائمة.
وقالت المتحدثة بأسم CDC ردا على ذلك أنه لم يكن هناك أي تغيير في السياسة، فقط تغيير في الصياغة، "بحيث يمكن للجمهور فهم أفضل حول ماذا يدور الحديث"." وقد شددت أن لصناعة الهواتف النقالة لم يكن دورا في تغييرالصياغة.
في مقابلها، قال المدير السابق للمركز القومي للصحة البيئية، وهي وحدة داخل CDC، من أنه لم يكن ليغير الصيغة، وأنه يدعم أن يتخذ الأهل سبل الحيطة والحذر وفحص فيما اذا كان أطفالهم يحتاجون الهواتف المحمولة على الإطلاق، أو لا. الطبيب د. كريستوفر فورتييه، هو عضو في فريق دولي تابع لمنظمة الصحة العالمية الـ WHO، الذي أقر في مايو 2011، أن التردد المنخفض للاشعاع الصادر عن الهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة "يمكن اعتبارها مسرطنة."
أعلن مجلس الاتصالات الفيدرالية (FCC) أنه لا يوجد دليل على أن طاقة ترددات الراديو لديها " علاقة فعالة بأي مشاكل صحية معروفة." وقال رئيس المجلس الوطني للحماية من الإشعاع في الولايات المتحدة للصحيفة ان بحثه وجد أن لا دليل للرابط مع أورام المخ الخبيثة أو الأنواع الأخرى من السرطان.
لكن الوكالة الأوروبية لحماية البيئة، هكذا ورد في التقرير، جنبا إلى جنب مع غيرها من الجهات الحكومية في القارة، نشرت إشعارات بشأن ضرورة توخي الحذر عند استخدام أجهزة الاتصالات المتنقلة، وكان نص التحذير أكثر وضوحا مقارنة بما كان عليه من قبل السلطات الأمريكية الموازية.
التحذيرات
ذكر في التحذيرات، أن الآراء منقسمة بين الخبراء العلميين حول هذا الموضوع، وأن دراسات مختلفة وكثيرة وصلت إلى استنتاجات مختلفة.
أشارت الوكالات الأوروبية أيضا إلى وجود "أدلة كافية بما فيه الكفاية بشأن الخطر على الأطفال"، ولذلك ينبغي نصح الأطفال بعدم تقريب الهاتف المحمول للرأس عند التحدث. هذا وقد أشار بحث دولي اسمه انترفون في الماضي، أن "هناك بعض المؤشرات حول وجود خطر متزايد بنسبة تصل إلى 10٪ لنوع معين من سرطان الدماغ، الورم، في أوساط مستخدمي الهواتف المتحركة النهمين." ومع ذلك، فإن هذه النتائج مثيرة للجدل.
وقالت الدكتورة اليزابيث كيرديس، التي كانت الباحثة الرئيسية في فريق البحث لنيويورك تايمز: " أستطيع أن أقول بكل ثقة أن هناك بعض التأثير، ولكن لا أستطيع أن أقول بكل ثقة أنه لا يوجد مثل هذا التأثير ". شددت الصحيفة أنه في الدراسة التي أجراها الفريق، كان معدل المستخدمين أقل من اليوم. كما كان متوسط المدة الزمنية للمكالمات الذي تم فحصه بين 2-2 ونصف ساعة في الشهر. وجدت دراسة أجريت في الولايات المتحدة في عام 2014 أن الأمريكيين يستخدمون الهواتف المحمولة لأكثر من 34 ساعة في الشهر في المتوسط - في كثير من الأحيان للعب أو وسائل الإعلام الاجتماعي اكثر من التحدث.
يتم في أوروبا حاليا بحث واسع حول مخاطر الاستخدام المستمر للهاتف المحمول في أوساط الأطفال، تقوده الدكتورة كيرديس، التي شددت على أن هناك مجالا لتوخي الحذر بواسطة استخدام السماعات (Headsets) أو مكبر الصوت والحاكي، وأنه من الأفضل ارسال رسائل نصية بدلا من وضع الجهاز قرب الأذن. " إذا كان ثمة خطر فيبدو أنه أكبر عند التعرض في الأجيال الصغيرة مقابل البالغين - حيث تكون عظام الجمجمة أدق والأذان حساسة. المشكلة الأساسية هي قرب الهاتف الخليوي من الدماغ. قالت الدكتورة كرديس.
آخر الأخبار