الكشف عن دواء جديد قد يمنع تدهور حالة مرضى كورونا
بعد أن أصبحت لقاحات كورونا متاحة، يبدو أننا على وشك أن نشهد قريبًا إتاحة دواء جديد قد يقاوم كورونا مقللًا من فرص إصابة المرضى بمضاعفات الفيروس المميتة، وهذا تحديدًا ما كشف عنه الباحثون مؤخرًا.

في تقرير صحفي صادر عنها، كشفت شركة جيلياد (Gilead) للصناعات الدوائية أن دواءها الذي يحمل اسم ريمديسيفير (Remdesivir) قد يساعد على حماية مرضى كورونا من المضاعفات الخطيرة للفيروس، والتي قد تستدعي دخولهم للمشفى.
فتبعًا للباحثين الذين عكفوا على دراسة مفعول الدواء لتحري مدى فاعليته في مقاومة فيروس كورونا، تمكن الدواء بالفعل من اجتياز المرحلة الثالثة من التجارب بنتائج مبشرة، إذ عادت تجارب المرحلة الثالثة بنتائج مفادها أن هذا الدواء يمكن أن يقلل من معدلات حاجة مرضى كورونا لدخول المشفى بنسبة 87%.
خلال التجارب المذكورة، تم اختبار مفعول الدواء على 562 شخصًا مصابًا بالفيروس، لم تستدعِ حالتهم دخول المشفى، ولكن كانوا يندرجون تحت الفئات المعرضة أكثر من غيرها لمضاعفات فيروس كورونا الخطيرة، إذ حرص الباحثون أثناء اختيارهم للمشاركين في التجارب على تضمين هذه الفئات:
- الأشخاص المصابون بمشكلات صحية قد تجعلهم أكثر عرضة لتطوير مضاعفات كورونا الخطيرة، مثل المشكلات الصحية الآتية: السمنة، وارتفاع ضغط الدم، والسكري.
- كبار السن، إذ كانت أعمار ثلث المشاركين في الدراسة تتجاوز 60 عامًا.
لإجراء التجارب، أعطي نصف المرضى الدواء الجديد من خلال الوريد على مدى 3 أيام، بينما أعطي النصف الآخر منهم دواء وهميًّا، وبعد مراقبة المرضى لمدة 28 يومًا، لوحظ أن فرص الإصابة بمضاعفات كورونا الخطيرة لدى الذين تلقوا الدواء الجديدة قد تدنت بنسبة 87%.
لذا قد يساعد هذا الدواء على منع تدهور الحالة الصحية لمرضى كورونا، لا سيما المرضى الذين قد يكونون أكثر عرضة من غيرهم لنشأة مضاعفات كورونا الخطيرة.
يجب التنويه إلى أن هذا الدواء هو الدواء الوحيد حتى الآن الحاصل على مصادقة رسمية من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لغرض مقاومة فيروس كورونا، وهو متاح للمرضى الذين تجاوزوا عمر 12 عامًا.
دواء ريمديسيفير: نتائج واعدة، ولكن ...
على الرغم من النتائج الواعدة لهذه الدواء، إلا أن الشركة المصنعة له نوهت إلى الآتي:
- لا تزال قدرة الدواء على مقاومة الفيروس لدى المرضى الذين لم تتدهور حالتهم الصحية قيد البحث.
- لم يحصل الدواء بعد على مصادقة الجهات الرسمية في ما يتعلق بما يأتي: كفاءته، والجرعة الموصى بها منه، والمدة الزمنية الموصى بها لاستخدامه.
كما يجب التنويه إلى بعض السلبيات الإضافية المتعلقة بهذا الدواء، وهذه بعضها:
- كشفت تجارب كانت منظمة الصحة العالمية قد قامت بها سابقًا لتحري فاعلية هذا الدواء في خفض فرص الوفاة من كورونا، أن هذا الدواء ليس مجديًا في خفض فرص الوفاة.
- قد يكون من الصعب إعطاء مرضى كورونا هذا الدواء على مدى 3 أيام بالوريد إذا لم يتم إدخالهم للمشفى.
لذا، فننتظر ولنتريث قبل استخدام هذا الدواء، ريثما يتم إثبات فاعليته يقينًا.