زيادة وصف الأدوية النفسية للأطفال أقل من 2 عام

كشف تقرير في " نيويورك تايمز" النقاب عن أن أكثر من 20000 وصفة لأدوية ريسبردال وسروكال سجلت في عام 2014 للأطفال ما دون العامين في الولايات المتحدة

برعاية sponsered by
زيادة وصف الأدوية النفسية للأطفال أقل من 2 عام
سجلت حوالي 20 ألف وصفة لمضادات الذهان، الريسبردال ( Risperdal)،   كتيافين(Quetiapine, Seroquel) وغيرها في عام 2014 للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين أو أقل في الولايات المتحدة.
ويمثل هذا العدد زيادة قدرها 50٪، مقارنة مع 13000 وصفة سجلت في العام السابق. بالإضافة إلى ذلك، ففي عدد الوصفات الطبية لمضاد اكتئاب فلوكستين (Prozac) لنفس الفئة العمرية، سجل ارتفاع بنسبة 23٪ إلى ما يقرب من 83000 وصفة طبية.
 

تقرير نيويورك تايمز

عرضت هذه المعطيات شركة بيانات نظام الرصد الدولي للوصفات الطبية IMS، بناء على طلب من "نيويورك تايمز"، الذي خصص تقريرا  لهذه الظاهرة كان قد نشر في مطلع الاسبوع. لم يبلغ عن عدد الأطفال الذين تلقوا هذه الأدوية، ولكن أشارت دراسات سابقة إلى حوالي عشرة آلاف طفل على الأقل.
وأكدت الصحيفة أن الأطباء عادة أحرار في وصف أي دواء لأي غرض اعتمادا على ما يعتقدونه ضروريا، ولكن هنالك جدل قائم بشأن استخدام بعض الأدوية المضادة للذهان لهذه الفئات العمرية الصغيرة. ووفقا للصحيفة، فإن الزيادة في حجم الوصفات الطبية لمضادات الذهان، وسرعة الوتيرة فيما يتعلق بالرضع دون سن الثانية، هو اتجاه حقيقي.
 
طبيبة أعصاب: اعطاء مثل هذه الأدوية للرضع عندما يكون النظام العصبي في الدماغ لا يزال  يتطور، يشكل خطرا على النمو السليم.
 

حالة طفل بعمر 5 اشهر

هذا ووصفت في التقرير حالة محددة كمثال. وهي حالة طفل يبلغ من العمر 5 أشهر عانى من نوبات الصرع التي ازدادت سوءا. في جيل 18 شهرا، حيث ادت الأدوية لعلاج الصرع الى السلوك  العنيف ، قررت الطبيبه  المعالحة أن تصف له دواء ريسبردال (Risperdal) المضاد للذهان - وهو دواء يوصف عادة للبالغين الذين يعانون من الفصام أو الاضطراب الثنائي القطب. ونادرا جدا ما يتم وصفه للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.
ونتيجة لذلك، بكى الطفل وصرخ في نومه خائفا "كما لو انه كان على اتصال مع الأشخاص الذين لم يكونوا على مقربة منه"، وصفت الأم الخائفة الأحداث. حيث فحصت الأم الأمر ووجدت أن الدواء الذي أعطي لابنها لم تتم الموافقة عليه ولم يجري التحقيق حول تأثيره على الأطفال الأصغر من ابنها.
 
وأسهبت الأم في الحديث للصحيفة وقالت أنه بعد أن بدأ ابنها بتناول الدواء المضاد للصرع (Felbamate) أصبح سلوكه عدوانيا وغير متوقعا. وقالت انه دفع شقيقه ودمر الألعاب. حيث وصفت له طبيبة الأمراض العصبية  التي عالجته في مستشفى أطفال مقاطعة أورانج ،الدكتورة  ليلى تران، دواء الريسبردال Risperdal. تناول الطفل الدواء لمدة أربعة أشهر حتى قررت الأم أن تناوله يسبب آثار جانبية ضارة. وقد رفضت الطبيبة التعليق حين توجهت إليها الصحيفة. 
 
وقالت نيويورك تايمز أنها أجرت مقابلات مع أكثر من عشرة خبراء في الطب النفسي للأطفال والأعصاب، وقالوا  بدورهم انهم لم يسمعوا عن أطفال دون سن ثلاث سنوات تلقوا مثل هذه الأدوية. وأفترضوا أن الأهل والأطباء، على ما يبدو في حالة من اليأس، ولكن انطلاقا من حسن النية، حاولوا تهدئة سلوك الطفل - وإلا كانوا قد أقالوهم من الروضة أو الحضانة المدرسية.

 

رأي الدكتورة مارغريت جليسون

وأشارت الدكتورة مارغريت جليسون، وهي طبيبة نفسية للأطفال وطبيبة أطفال من كلية الطب في جامعة تولين في نيو أورليانز، أن إعطاء هذه الأدوية للأطفال الرضع حيث لا يزال الجهاز العصبي في أدمغتهم  ينمو، يشكل خطرا على التطور السليم.  حيث لم تخضع هذه الأدوية البتة للتجارب السريرية رسميا على الرضع والأطفال، وذلك بالأساس بسبب هذا الخطر.
 
وتكهن خبراء آخرون، أنه ليس الأطفال هم من تناولوا الأدوية، وأن الوصفة سجلت على اسم الطفل كغطاء
 

الدكتور مارتن داريل

وقال الدكتور مارتن داريل، الرئيس السابق للأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين أنه يجد صعوبة في فهم منطق وصف هذه الأدوية بالأحجام التي ذكرت. وتكهن خبراء آخرون، أن ليس الأطفال هم من تناولوا الأدوية، وأن الوصفة سجلت على اسم الطفل كغطاء، في حين أن المستخدمين الحقيقيين كانوا هم الأهل، الذين كانوا غير مؤمنين على الأرجح.
 
وذكر التقرير أن الهيئة وافقت على استخدام بروزاك لعلاج الاكتئاب عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 سنوات وما فوق ولاضطراب الوسواس القهري في سن 7 وما فوق. فقد تمت الموافقة على معظم الأدوية المضادة للذهان والفصام أو الاضطراب الثنائي القطب لجيل 10 سنوات وما فوق فقط. وقد تمت الموافقة على الريسبردال  Risperdal للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 وما تحت، ولكن فقط لعلاج الانفعال جراء التوحد.
 
هذا وتمت الموافقة على أدوية أخرى للأمراض النفسية، بما في ذلك الأدوية المضادة للقلق كالفاليوم-Valium  والكلونوفين-Klonopin، للسيطرة على نوبات الأطفال الصغار، ولكن آثارها على الأدمغة الصغيرة لا تزال غير معروفة.
 

رأي الاكاديمية الامريكية

لم تنشر الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، والأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للطفل والمراهق وكذلك أكاديمية علم الأعصاب مبادئ  توجيهية أو أوراق موقف بشأن مسألة استخدام مضادات الاكتئاب والعقاقير المضادة للذهان وغيرها للأطفال الذين تقل أعمارهم عن  3سنوات. العديد من الخبراء الامريكيين يقولون ان الزيادة في استخدام العقاقير المضادة للذهان لدى الأطفال مشتقة من حقيقة أن هناك حاليا عدد قليل من الخبراء في الطب النفسي للأطفال في الولايات المتحدة - بواقع 8350 فقط.
 
قائمة الانتظار لتلقي العلاج بالنسبة للكثيرين طويلة جدا، مما يجعل الآباء يشعرون باليأس والقلق بشأن الحصول على مساعدة من قبل أطباء الأطفال. بالنسبة لأولئك هنالك تأهيل قليل جدا، إن وجد، في مجال الطب النفسي للأطفال، ومع ذلك يطلب منهم تقديم المشورة والرعاية للأطفال الصغار في مثل هذه الحالات.
 
نشرت من خالد صالح -

آخر الأخبار