باحثون يرصدون بقايا بكتيريا الطاعون في هياكل عظمية قديمة من العصر البرونزي
الطاعون هو مرض أقدم مما كان يعتقد وقد رسم الباحثون المسار الذي مرت به الجرثومة حتى نجح بالتفشي والتسبب بأوبئة قاتلة

تفشى وباء الطاعون (Plauge) في وقت أسبق بكثير مما كان معروفا حتى الآن، وذلك وفقا لبحث جديد نشر في مجلة cell في نهاية الأسبوع والذي قام به فريق من جامعة كوبنهاغن.
وقال رئيس فريق البحث البروفيسوراسكا فيلارسلاف (Eske Willerslev) أنه وجدت في عينات الأسنان التابعة لسبعة هياكل عظمية بشرية من العصر البرونزي آثارالالتهاب التلوثي البكتيري.
ومع ذلك، اتضح أيضا أنه في ذلك العصر القديم ، فإن البكتيريا المسببة للمرض كانت تفتقر لقدرة الانتشار كما هو الأمر بالنسبة للطاعون الدبلي (Bubonic Plague) وأن البكتيريا لم تنتشر عن طريق البراغيث.
يقول الباحثون أنه في العصر القديم ،افتقرت البكتيريا المسببة للمرض للقدرة على الإنتشار كما هو الأمر بالنسبة للطاعون الدبلي (Bubonic Plague.
في التاريخ البشري سجلت ثلاثة أوبئة ضخمة من الطاعون: "طاعون اليوستينيان" الذي تفجر في عام 541 م واودى بحياة 25 مليون شخص في أوروبا، طاعون "الموت الأسود" وهو وباء تفجر في الصين عام 133م، وانتشر في أوروبا حيث حصد حياة نصف سكان أوروبا، والشكل الحديث من الطاعون، تفشى أيضا في الصين، وانفجر في ستينيات القرن الـ19 وتسبب في وفاة 10 مليون شخص. وهناك أيضا تقديرات تشير الى ان الطاعون كان قد انفجر ايضا في أثينا عام 430 قبل الميلاد.
في هذه الدراسة ركز الباحثون على 101 من الهياكل العظمية البشرية القديمة، حيث وجد في 7 منها القادمة من أوروبا الغربية وأفريقيا الوسطى، آثار للبكتيريا المعدية Yersinia Pestis - وهي العامل المميت للطاعون.أما أقدم هيكل عظمي وجدت فيه هذه الآثار فقد كان عمره 5733 سنة.
في الدراسة، التي أجريت تحليلا للشفرة الوراثية للبكتيريا، اتضح أنه في العصر البرونزي افتقرت البكتيريا لخصائص الانتشار التي أدت إلى وفيات على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. في ذلك العصر، يقول الباحثون، تسببت البكتيريا بـsepticaemic/pneumonic plague، الذي ينتشر بواسطة السعال .
حتى عام 1000 قبل الميلاد، أوضح الباحثون الدنماركيون، حدثت طفرة للبكتيريا، إلى أن وصلت للشكل الذي نعرفه اليوم. بموجب أقوالهم فإن طفرة واحدة في جين ymet مكنتها من البقاء على قيد الحياة في بيئة معادية مثل الجهاز الهضمي لدى البراغيث. سمحت هذه الطفرة للبكتيريا بالانتشار في جميع أنحاء العالم في عدة موجات، أدت بدورها إلى عشرات الملايين من الضحايا. مكن تطوير طفرة جينية أخرى في البكتيريا في جين pla من اختراق أنسجة جسم مختلفة، مما تسبب في حصول وباء الطاعون الدبلي.
الطاعون هو مرض متوطن ولا يزال متواجدا بيننا. في عام 2013 تم التشخيص والإبلاغ عن 783 حالة من مرض الطاعون في جميع أنحاء العالم، 126 منهم لقوا حتفهم. كان معظم المرضى في أفريقيا، ولكن وجد أيضا مرضى في الولايات المتحدة.