باحثون يبشرون بعلاج قريب للألم المزمن
يصاب العديد منا بالألم المزمن، وبالأخص ألم أسفل الظهر، ويلازمنا هذا الألم لفترة طويلة من حياتنا دون وجود علاج له، ولكن ماذا وجد هؤلاء الباحثون بهذا الخصوص؟

اقترح باحثون في دراسة جديدة لهم نشرت في المجلة العلمية Science Translational Medicine أن قد يكون بالإمكان علاج الآلام المزمنة من خلال ايقاف عمل نوع معين من البروتين المسؤول عن التوتر.
وأوضحت الدراسة أن الألم المزمن يعرف بانه ذلك الألم الذي يستمر لأكثر من 12 أسبوعاً، ويمتد لعدة أشهر وفي بعض الأحيان قد يرافق المريض لسنوات، ويعتبر ألم أسفل الظهر من اكثر الالام المزمنة شيوعاً في الولايات المتحدة الأمريكية، يتبعها كل من الصداع أو الشقيقة، من ثم ألم الرقبة.
هذا وكانت قد أشارت دراسات علمية سابقة أن التوتر والإجهاد قد يؤديان إلى الإصابة بالالم المزمن وحتى تفاقمه، كما بينت بعض الأبحاث الأخرى أن بعض الأشخاص يختلفون عن بعضهم بسبب وجود جين يدعى FKBP5 لديهم، وهو مرتبط بارتفاع الألم الجسدي بعد الإصابة بصدمة معينة، كما ارتبط هذا الجين مع ارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب واضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD - Post traumatic stress disorder).
لذا رغب الباحثون بمعرفة أثر هذا الجين، وارتباطه بالإصابة بالألم المزمن. وذلك من خلال القيام بتجربة مخبرية على الفئران المعدلة من اجل وقف عمل بروتين يدعى FKBP51 معروف بأنه يلعب دوراً في تنظيم التوتر في الجسم.
ووجد الباحثون أن الفئران اللاتي تم إيقاف عمل هذا البروتين فيها انخفض الألم الذي تشعر به نتيجة الضرر الذي أصابها في الأعصاب وألم المفاصل.
وعلق الباحثون أن تثبيط عمل بروتين FKBP51 يترك آثارا قوية على الفئران فيما يخص الألم المزمن، فهو لا يعمل على وقف الألم فقط بل لا يؤثر على الجسم بأي شكل سلبي، بمعنى أنه لم يكن أي أثار جانبية للموضوع.
بعد هذه التجربة، قام الباحثون بوقف عمل هذا البروتين في النخاع الشوكي للفئران، وذلك بهدف معرفة أثر ذلك على وقف الشعور بالألم المزمن دون التأثير على عمل الدماغ، وذلك من خلال استخدام مركب يدعى SAFit2.
ولاحظ الباحثون أن هذا المركب قلل من الألم المزمن لدى الفئران أيضاً، مما يعني بأن هذا المركب يحمل وعوداً لتطويره من اجل ايجاد دواء يساعد الإنسان في التخلص من هذا الألم المزمن.
وأكد الباحثون أنه بالرغم من تجربة هذه الدراسة على الفئران إلى أنه بالإمكان تطبيقها على الإنسان وستكون النتائج مشابهة ومبشرة.