باحثون يمكن تشخيص الزهايمر في مراحله المبكرة عن طريق فحص سائل النخاع الشوكي والدماغ
فريق بحث أمريكي استخدم تكنولوجيا PCMA لتحديد مقاطع البروتين المرتبطة بالمرض; يمكن التفريق بين أمراض ضمور الدماغ المختلفة.
فريق بحث طبّي في الولايات المتحدة الامريكية أظهر أنّه من الممكن تشخيص مقاطع صغيرة من البروتين المشوه (misfolded protein) من عينة سائل النخاع الشوكي لدى المعالَجين. يدّعي الباحثون أنّ هذه المقاطع من شأنها أن تكون مؤشراً لتطور مرض الزهايمر، ممّا قد يساعد في اكتشاف مبكّر للمرض وعلاج ممكن له. نشرت مجلة Cell تقريراً عن هذا البحث، والذي أُجري في كلية الطب التابعة لجامعة تكساس في هيوستن.
الباحثون، وعلى رأسهم د. كلاوديو سوتو، أقرّوا أنّ الاكتشاف من شأنه أن يمكّن الاطباء في المستقبل القريب من ايجاد طريقة صحيحة للتشخيص المرض في مراحله المبكّرة، ممّا سيؤدي لوجود احتمالات أفضل لنجاح العلاج حتى قبل أن يسبّب المرض ضرراً كبيراً لدماغ المريض. حتى الآن كان مقبولاً الظن انّ تراكم طبقات الاميلويد (Amyloid plaques) هي المشكلة المركزية في مرض الزهايمر. "الّا أنه معروف الآن أنّ تراكم طبقات الاميلويد ليست وحدها السبب الرئيسي لظهور المرض بل هي فقط المرحلة السابقة له - عند اكتشاف مقاطع البروتين المسمّى أميلويد بيتا قليل الوحدات "Aβ oligomers" ، أفاد الباحثون. بحسب أقوالهم، "هذا هو الجزيء الرئيسي، وتحديده في سائل النخاع الشوكي يمكن أن يكون الطريقة الافضل والأصدق من أجل التشخيص المبكّر. حتى الآن، كانت هذه المشكلة الأكبر في المجال المختص بمرض الزهايمر. لم يكن من الممكن تشخيص المرض الا عند كون المريض في مرحلة متقدمة من المرض". بحسب البحث، مقاطع البروتين المشوه السالف ذكرها قد تكون موجودة داخل الجسم قبل ظهور عوارض عقلية والتي تدل على انتشار مرض الزهايمر بسنوات او عشرات السنين.
حتى اليوم لا توجد طريقة لتحديد مقاطع البروتين المشوه - والاكتشاف الجديد يوفر لأول مرة هذه الامكانية. استخدم الباحثون تكنولوجيا طُوّرت مُسبقاً لتشخيص البروتينات المشوهة المسؤولة عن أمراض مثل الاعتلال الدماغي الاسفنجي (جنون البقر)، مرض كروتزفيلد جاكوب، وما يشبهها.
أظهر الباحثون الأمريكيون أنّه من خلال تكنولوجيا PCMA، يمكن اكتشاف المقاطع التي لها صلة بتشخيص مرض الزهايمر حتى عند كونها بتراكيز منخفضة جداً، أو عند وجود مقطع صغير واحد فقط من البروتين المشوه. اضافة الى ذلك، تمثّل في البحث أنّه من الممكن التفريق بين المرضى المصابين بالزهايمر وبين المصابين بأمراض ضمور الأعصاب والدماغ الاخرى واضطرابات عصبية مختلفة (تشمل باركنسون) بدقّة نسبتها 90%-92%. بحسب أقوال الباحثين، المرحلة التالية بالبحث هي ملاءمة التكنولوجيا الفريدة من نوعها لفحوصات الدم أو البول، والتي سيكون استعمالها اسهل بهدف تشخيص مرضى الزهايمر في مرحلة مبكرة. فريق البحث ينتظر موافقة الـ FDA، ومن المحتمل بعد الحصول على الموافقة، أن يصبح من الممكن تسويق هذا الفحص خلال 3 سنوات.