تزايد فرص الوفاة من الجراحات التي تتم في نهاية الأسبوع
خطورة الوفاة جراء الجراحة الانتقائية في نهايات الأسبوع في بريطانيا أعلى مقارنة بالجراحة التي تجرى يوم الإثنين؛ أحد الأسباب: طاقم مصغر تنقصه الخبرة.
نشر الموقع الإلكتروني ل-BMJ في الأسبوع السابق نتائج بحث أجري في بريطانيا، مفاده أن المرضى الذين يفترض بهم أن يجروا جراحة انتقائية في نهاية الأسبوع معرضون لخطورة أكبر بكثير للوفاة جراء المضاعفات التي تظهر بعد 30 يوم من العملية، هذا بالمقارنة مع من قرروا إجراء العملية في منتصف الأسبوع، بالأخص يوم الإثنين (يوم العمل الأول بالأسبوع في بريطانيا).
جاء في رد رابطة الأطباء الجراحين (الكلية الملكية للجراحين RCS) "أن الحديث يدور عن إشارة تنبيه" وأن الدلائل "غير معقولة". من بين تبريرات هذا الوضع، كما وردت لرؤساء جهاز الصحة العمومية البريطانية NHS:النقص في الأطباء المتمرسين في إجراء العمليات الجراحية عند نهاية الأسبوع "ممّا يؤدي إلى نتائج وخيمة بشأن المرضى".
يركّز الإعلام البريطاني بشكل واسع على الإخفاقات التي تظهر داخل جهاز الصحة العمومية في الدولة بكل ما يتعلق بسلامة المريض. بموجب المعطيات التي نشرت في BMJ، فإن خطورة الوفاة خلال 30 يومًا من بعد الجراحة الانتقائية المخططة تزداد بشكل يومي من بعد يوم الإثنين. بالمقارنة مع أيام الإثنين من الأسبوع، فإن خطورة الوفاة هي أكبر ب-82% فيما لو أجريت العملية يوم الجمعة، السبت أو الأحد. تستند النتائج إلى فحص السجلات الطبية ل-4.1 مليون مريض ممّن أجروا العملية الانتقائية في بريطانيا بين السنوات 2008-2010. في هذه الفترة، تم تسجيل 27,582 حالة وفاة لأشخاص أجروا العملية وتوفوا خلال 30 يومًا من بعد ذلك.
حتى أن نسبة الوفاة عند تصنيف العملية بدرجة خطورة متوسطة تأثرت جدًا من اليوم الذي أجريت به العملية.
لو تم إجراء العملية يوم الإثنين، كانت النسبة 5.5 من بين 1,000 حالة استشفاء، لو تم إجراء العملية يوم الثلاثاء، ارتفعت النسبة إلى 6.2 من بين 1,000؛ وصلت النسبة يوم الأربعاء إلى 6.7 من بين 1,000 حالة استشفاء؛ أيام الخميس إلى 7.0 من بين 1,000 حالة استشفاء. عندما تم إجراء الجراحة الانتقائية يوم الجمعة، ارتفعت نسبة حالات الوفاة التي حدثت خلال 30 يومًا من العملية إلى 8.2 من بين 1,000 حالة استشفاء (أي أعلى ب-44% بالمقارنة مع العمليات التي أجريت أيام الإثنين). مثلا، في عملية الاستئصال الجزئي للمعدة، كانت نسبة الوفاة 20.1 من بين 1,000 عندما تم إجراء العملية يوم الإثنين، لكنها كانت 30.6 من بين 1,000 عندما تم إجراء العملية يوم الجمعة. تم اكتشاف حالة مشابهة بشأن الجراحات الانتقائية للرئتين، أو جراحات المجازة والجراحات الأخرى المتعلقة بتحسين تدفق الدم إلى القلب أو إصلاح أمّ الدم (Aneurysm) في الشريان الأبهر (Aorta). يسري هذا الاتجاه أيضًا على الجراحات المنوطة بمستوى خطورة منخفض: 1.8 حالة وفاة من بين 1,000 حالة استشفاء في العمليات التي يتم إجراؤها أيام الإثنين، مقابل 2.4 من بين 1,000 (ارتفاع بنسبة 33%) في العمليات التي يتم إجراؤها أيام الجمعة.
أشار الباحثون، وعلى رأسهم أخصائي الوبائيات د. بول آيلين من "Emperial College في لندن"، إلى أن ال-48 ساعة التي تلي العملية الجراحية هي حاسمة بما يتعلق باحتمال تعافي المريض وبقاءه، إلا أنه في نهايات الأسبوع، في المستشفيات العمومية، يكون مستوى العلاج والإشراف أدنى، الطاقم أصغر وأقل تمرسًا، وعلى ما يبدو بدون إتاحة لوسائل التشخيص وللعمليات الطارئة.