استخدام بكتيريا من الأم لحماية مواليد الولادة القيصرية
تختلف الولادة الطبيعية عن القيصرية بعدد من الأمور، ولعل أهمها تلك البكتيريا التي تنتقل من الام إلى الطفل خلال الولادة الطبيعية، فهل من الممكن استخدامها بالقيصرية؟

اقترح باحثون في دراسة جديدة لهم نشرت في المجلة العلمية Nature Medicine أن قد يكون بالإمكان الآن استعادة البكتيريا التي من الضروري أن يكتسبها الأطفال من امهاتهم أثناء الولادة القيصرية من خلال أخذ مسوحات من هذه البكتيريا من سوائل الأم أثناء الولادة.
حيث من المعروف أن الأطفال الذين يولدون ولادة قيصرية يفتقرون لهذه البكتيريا المهمة لتطوير مناعتهم، على العكس من الأطفال الذين يولدون ولادة طبيعية.
وكانت قد وجدت دراسات سابقة فروقات كبيرة في التكوين الفريد لمجموعات البكتيريا لدى كل شخص (Microbiome) ما بين الولادة الطبيعية والقيصرية، وقال الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور جوز كليمينت Jose Clemente معلقاً: "خلال الولادة الطبيعية يكتسب الطفل هذه البكتيريا المهمة لجهازه المناعي من تلك المتواجدة في المهبل لدى الأم، في حين أن الأطفال الذين يولدون من خلال الولادة القيصرية يفتقرون لهذه البكتيريا الهامة".
وأشار الدكتور كليمينت أن هذه البكتيريا مهمة جداً للطفل وتساعد الجهاز المناعي الخاص به في معرفة والتمييز بين تلك البكتيريا النافعة أو الأخرى المسببة للأمراض.
وأكد الدكتور كليمينت أن هذه الدراسة تعتبر الأولى من نوعها في هذا الموضوع، وذلك من خلال محاولتهم للإجابة عن السؤال التالي: "في حال تمكنا من إعادة هذه البكتيريا للأطفال المولدين من خلال الولادة القيصرية، هل من الممكن تقليل مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المختلفة"؟
وعلق الدكتور كليمينت أنه بالرغم من تمكنهم من إعادة هذه البكتيريا للأطفال المولدين قيصرياً، إلا أن هذه الدراسة صغيرة الحجم ولا تساعد في الإجابة عن مثل هذا السؤال او الخروج بمعطيات صحية مفيدة وأكيدة.
كيف جرت الدراسة؟
قام الباحثون بأخذ عينات من 18 مولود جديد وأمهاتهم، من ضمنهم سبعة أطفال ولدوا ولادة طبيعية، و11 أخرين ولدوا خلال عملية قيصرية.
وبين الباحثون أن أربعة من الاطفال المولودين قيصرياً تم إعادة البكتيريا لهم بعد دقيقتين من الولادة، علماً أن هذه المسوحات تم البدء بتجميعها من منطقة المهبل الخاصة بالأم خلال الساعة التي سبقت الولادة.
وتم جمع 1,519 عينة من منطقة الشرج والفم والجلد من جميع الأطفال والأمهات، ست مرات خلال الشهر الأول من حياتهم.
ولاحظ الباحثون أن الأطفال الأربعة المذكورين سابقاً كانت البكتيريا الموجودة لديهم مشابهة لتلك الموجودة لدى المولدين طبيعياً خلال الأسبوع الأول من حياتهم. ولكن هذا الإجراء لم يعمل على نقل جميع الميكروبات لدى الاطفال المولودين قيصرياً.
وأكد الباحثون بأن هناك ضرورة ملحة للقيام بدراسة أكبر وعلى عدد أكبر من المشتركين لتتبع التغيرات التي تحدث لدى الاطفال نتيجة هذه المسوحات، ليكون بمقدورهم معرفة أثر ذلك على خفض عوامل خطر الإصابة بالامراض المختلفة.