تأثير الإصابة المعرفية على تقييم الاداء في العمل

وفق البحث، فإن انخفاض الأداء في مكان العمل يمكن تفسيره عبر الإصابة المعرفية أكثر من شدة الاكتئاب

برعاية sponsered by
تأثير الإصابة المعرفية على تقييم الاداء في العمل

روجر مكينتاير وزملائه (جامعة تورنتو، كندا):

Comprehensive Psychiatry 2015
 

خلفية

لاضطراب الاكتئاب عواقب اقتصادية كثيرة منها ضعف الأداء في مكان العمل. يغيب المرضى الذين يعانون من اضطراب اكتئابي (MDD) ما يقرب من شهر عن العمل سنويا. ويشمل هذا الشهر أيام الغياب الفعلية عن العمل وأيام   الحضور للعمل مع انخفاض الإنتاجية (Presenteeism). بسبب التأثير السلبي للاكتئاب على الأداء في مكان العمل، فمن المهم ايجاد الوسطاء والمسؤولين عن هذا التراجع، وذلك لأبعد من العبء العاطفي من الاضطراب الاكتئابي.

عثر في العينات أن الإضرار بالادراك هو  وسيط  رئيسي لانخفاض الاداء في العمل، من اضطرابات المزاج. وقد أظهرت الدراسات الوبائية أن المرضى الذين يعانون من الاكتئاب المتوسط إلى شديد الدرجة يظهرون تراجعا في الإداء في مكان العمل، كثرة التغيب عن العمل والبطالة. ووجد أيضا التأثير السلبي القوي للاكتئاب على الأداء في مكان العمل كان الوسيط لها الأبعاد المعرفية للاصغاء والتركيز .

حاول الباحثون في هذه الدراسة، تحديد مدى ارتباط مؤشرات مثل شدة الاكتئاب وضعف الادراك بالتصور الذاتي للمعالج حول الأداء العام، الأداء في العمل ونوعية الحياة.
 
افترض الباحثون أن  الحدة السريرية للاكتئاب والضررالادراكي لدى المعالجين الذين يعانون من الاكتئاب يمكنها التنبؤ بشكل كبير الأداء في مكان العمل.
 

المناهج

تم إجراء تحليل Post Hoc مع بيانات من 260 شخصا مع MDD وفقا لDSM-IV-TR، ممن شاركوا في المشروع الدولي لاضطرابات المزاج بين يناير 2008 ويوليو 2013، والذي شمل 1861 مفحوصا في كندا والولايات المتحدة.
 
تم فحص المؤشرات التالية في الاستبيانات المتبعة في الأدبيات:
- الأداء العام النفسي والاجتماعي وفقا لحجم SDS ء (Sheehan Disability Scale).
- الأداء في أماكن العمل وفقا لمقياس EWPS (Endicott Work Productivity Scale.
- شدة الاكتئاب وفقا لمقياس هاميلتون 17.
- الخلل المعرفي وفقا لمقياس ASRS - مقياس شخصي لتقييم الوظائف المعرفية في الأشهر الستة الأخيرة.
- جودة الحياة وفقا لمقياس Q-LES-Q.
 

النتائج

1) ضعف الأداء الادراكي له تأثير أكثر أهمية على الأداء في مكان العمل مقارنة بشدة الاكتئاب.
2) أثرت شدة  الاكتئاب أكثر من الأداء الإدراكي على الأداء العام (قياس بواسطة SDS).
3) وبالإضافة إلى ذلك، تنبأت شدة الاكتئاب وضعف الادراك بانخفاض في نوعية الحياة.
 

الاستنتاجات

أيضا الخلل الادراكي وأيضا شدة الاكتئاب يرتبطان بالإصابة في الأداء العام، الأداء في أماكن العمل ,جودة  الحياة. وهم الوسطاء الرئيسيين في القدرة على التكيف في مكان العمل للبالغين الذين يعانون من الاكتئاب. ويبدو أيضا أن الخلل الادراكي يؤثر على الأداء في العمل ، حتى بعد حدوث تحسن في الحالة المزاجية. وتعزز هذه النتائج دراسات أخرى وجدت أن الأبعاد المعرفية مثل الإصغاء والتركيز  هي وسيطة لأثر الاكتئاب على الأداء في العمل.
 
بالإضافة إلى ذلك، تلتحق نتائج هذه الأبحاث بنتائج الأبحاث حول الفصام واضطراب الثنائية القطبية التي تظهر أن انخفاض القيمة المعرفية هام لهؤلاء المفحوصين ويشكل  نتائج هي جديدة نسبيا في مجال الاكتئاب.

الدراسة في تأثيرها

تكمن قوة  هذه الدراسة في تأثيرها. أولا كل فئة المفحوصين في هذا البحث هم معالجين "حقيقيين" نصادفهم يوميا في عيادات الطب النفسي ممن تم توجيههم من العيادات الأولية بواسطة أطباء من تخصصات أخرى (Real World Patients). كما ان العينة كبيرة وتمثيلية، كما يتيح اختبارا أكثر دقة للعلاقة بين المتغيرات المختارة.
وأخيرا درس الباحثون المرضى الذين كانوا يعملون بشكل فعال (العمل أو التطوع)، ما جعل من الممكن التحقق من الأداء في مكان العمل، والعوامل المؤثرة فيه.
 
تشمل قيود الدراسة إدراج العديد من المعالجين ببيانات جزئية، وعدم وجود مجموعة مراقبة وحقيقة أن البيانات هي تقديرات خلال الـ baseline.  سيكون من الضروري التحقيق فيما إذ حلت تغييرات في العلامات المختلفة لدى المفحوصين الذين عولجوا بنجاح من نوبات الاكتئاب. كان النقص الآخرهو طلب الباحثون من المعالجين الابلاغ عن الوضع المعرفي الشخصي في الأشهر الستة الاخيرة وحاولوا ربط ذلك بالاداء في عملهم الشخصي في الاسبوع الأخير.
ويشير الباحثون أيضا إلى النقص المتمثل بغياب المجموعة الضابطة. وكان النقص الأخير هو عدم وجود تقييم منهجي وشامل للوظائف الادراكية مع القياسات الموضوعية و \ أو الشخصية ، ولكن الاعتماد على مؤشر معرفي لم يتم إثباته كمؤشر تمثيلي منفصل للإداء المعرفي العام.
 
على الرغم من القيود، يعتقد الباحثون أن النتيجة الأبرز في هذا البحث بأنه يمكن تفسير انخفاض الأداء في مكان العمل بواسطة الخلل في الادراك  أكثر من  شدة الاكتئاب. علاج الضرر الإدراكي  لدى المرضى الذين يعانون من الاكتئاب قد يحسن من الأداء في مكان العمل.
 
تم تمويل هذا البحث من قبل شركة لوندبيك - كندا .
نشرت من قبل ويب طب - الأحد 1 تشرين الثاني 2015

آخر الأخبار