تصاعد استخدام الهيرويين في الولايات المتحدة بسبب وصفات الأدوية المسكنة
تحدثت مجلة "الأكونوميست" عن وباء حقيقي في استخدام الهيروين، يرتبط باستخدام واسع لأدوية تعتمد على مشتقات أفيونية

إدمان الهيروين بسبب الأدوية
"وباء مخدرات"، "صرعة هروين" - هذا ما وصفت به السلطات الأمريكية والباحثين في الولايات المتحدة الإرتفاع الحاد في تعاطي المخدرات، المتعلق بالإفراط في وصف الأدوية لتخفيف الآلام التي تعتمد على مشتقات الأفيون في وسط غرب ووسط الولايات المتحدة الأمريكية - كما تشير السلطات أيضا بأصابع الاتهام نحو الأطباء في تلك الولايات، الذين سببوا للمجتمعات الوقوع ضحية لهذا المخدر الرخيص والمميت .
وأشارالتقرير في "الأكونوميست " حول هذا الموضوع أنه حتى أفراد العصابات السابقين، الذين يعرفون شوارع شيكاغو، صدموا من حجم انتشار الهيروين في ضواحي المدينة. في شيكاغو المشكلة أخطر وأصعب من أي مكان آخر في جميع أنحاء الولايات المتحدة. ووفقا للمجلة، فإن الفتيات اللاتي تبلغن من العمر 14-15 تمارسن الدعارة لتمويل إدمانهن.
في عام 2011، وهي السنة الأخيرة التي تتوفر فيها بيانات، ما يقرب من 24627 حالة تردد على غرفة الطوارئ حدثت في شيكاغو بعد استخدام الهيروين. مقارنة مع 12015 في نيويورك. في الواقع، فإن 35٪ من جميع حالات دخول المستشفيات في شيكاغو للعلاج من المخدرات كانت بسبب الهيروين، مقارنة مع 16٪ في بقية الولايات المتحدة. في الجانب الغربي من شيكاغو، كما ذكرت المجلة، تزدهر الأعمال. وقد تم تعريف هذه المنطقة كـ "أكبر سوق مفتوحة للمخدرات في الولايات المتحدة . "
وقال ديفيد فيرغسون، كيميائي طبي بجامعة مينيسوتا، للصحيفة ان الهيروين يضرب في الغرب الاوسط أكثر من أي مكان آخر في الولايات المتحدة، لأن على الساحل الشرقي والساحل الغربي تمت مواجهة هذه المشكلة منذ سنوات الستين. لذلك، فعندما تظهر على السطح هذه المسألة من جديد، فسوف يتم التعامل معها على نحو أفضل.
نسبة انتشار وباء المخدرات بين الولايات
سكان الغرب الأوسط، وخاصة في المناطق الريفية،هم أقل وعيا للمخاطر. لانهم لا يعرفون بعد كيفية محاربة مهربي المخدرات، خاصة من المكسيك، حيث أن شيكاغو هي "مركز الارساليات" بالنسبة لهم.
وبالإضافة إلى ذلك، تتمثل احدى المشاكل البارزة في الغرب الأوسط وجنوب الولايات المتحدة بأن لديها عدد أقل من مراكز العلاج لمدمني المخدرات مقارنة بولايات شمال شرق البلاد.
وفقا للتقرير، فإن وباء الهيروين في الغرب الأوسط يرتبط مباشرة بوباء المهدئات: فكلما وصف الاطباء لمرضاهم مسكنات أكثر مثل الأفيون - مثل OxyContin - هكذا تحصل زيادة في استخدامه لأغراض غير طبية. منذ عام 1999، ارتفع حجم مبيعات المسكنات بـ 300٪، وفقا للبيانات الصادرة عن الـ CDC (مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها).
حوالي 75٪ من مدمني الهيروين اعتادوا على تناول أدوية الوصفة الطبية وانتقلوا منها إلى الهيروين، الذي هو أرخص وأكثر توفرا في السوق السوداء. 1 غرام من الهيروين يكلف أقل من نصف التكلفة في سنوات الثمانين بمقاييس موضوعية. وقال التقرير، "هذا الوباء سببه الأطباء" بموجب أقوال توم فريدن، رئيس الـCDC ، كما ورد في التقرير.
في ولايات ميشيغان ،أوهايو وإنديانا تعود الأطباء على إعطاء الوصفات الطبية لمسكنات الألم بسخاء. وهناك أيضا ارتفع عدد مدمني الهيروين بالشكل الأكثر بروزا.
في الأماكن التي تعاني من الركود ومعدلات البطالة والفقر، كما ذكرت المجلة فإن وباء الهيروين يدمر مجتمعات بأكملها.
في أوستن، على سبيل المثال، وهي مجتمع ريفي صغير بين مدينتي انديانابوليس ولويزفيل، وقع تفشي الإيدز الأكبر في البلاد: فقد أصيب حوالي 200 شخص من أصل عدد السكان البالغ 4200 نسمة. والسبب: حقن مدمنو المخدرات لأنفسهم Opana، الدواء قوي بشكل خاص ضد الألم، ونقلوا الإبرة من بعضهم لبعض، ما سارع من انتشار الفيروس .
كيتي كين لويس مديرة Illinois Consortium on Drug Policy في جامعة روزفلت، نشرت في الشهر الماضي الدراسة التي أجريت من قبل الهيئة، والتي تنص على أن ولاية إلينوي هبطت من المرتبة 28 في تدريج العلاج الحكومي للمدمنين على المخدرات للمرتبة ال44 في غضون خمس سنوات. إلينوي، كما قالت، هي الولاية الأقل استعداد والأقل تجهيزا بأنحاء الغرب الأوسط لعلاج العدد المتزايد من مدمني الهيروين حيث أن الوضع آخذ بالتدهور، كما يقول تقرير الدراسة.