سيرتفع الإنفاق العالمي على الأدوية خلال السنوات الخمس المقبلة بمعدل 3٪ إلى 6٪ سنويا، وبحلول عام 2020 سيبلغ 1.3 تريليون (1300 مليار دولار)، مقارنة مع ترليون دولار اليوم. هذا ما تتوقعه شركة الأبحاث الأميركية الصحية IMS، في تقرير نشرته الأسبوع الماضي.
ستعدل الزيادة عبر موجة كبيرة من انتهاء سريان براءات الاختراع لأدوية جديدة وغالية والانتقال لاستهلاك الأدوية الجنيسة الأرخص
سوف يكون الدافع وراء الزيادة المتوقعة من قبل ادوية جديدة باهظة الثمن والتي من المفترض أن تدخل السوق، جنبا إلى جنب مع ارتفاع حاد في أسعار الأدوية الموجودة. وفي الوقت نفسه، فإن الحاجة المتزايدة للدواء للبالغين والمسنين التي تستهلك المزيد من الأدوية وخاصة في الدول المتقدمة، سوف تساهم في الزيادة. ومع ذلك، فإن الزيادة ستعدل عبر موجة كبيرة من انتهاء براءات الاختراع لأدوية جديدة وغالية والانتقال لاستهلاك الأدوية الجنيسة الأرخص.
وأشار محللون في شركة الأبحاث ايضا، أن المبيعات لأدوية الماركات الغالية، الى جانب الأدوية الجنيسة والأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية (OTC) سوف تصل بالمحصلة في عام 2020 لـ 1.4 تريليون دولار - أي بزيادة
349 مليار دولار عن هذا العام. وبالتالي سيوضع " رقم قياسي عالمي" جديد. ويشير المحللون إلى أن هذا الرقم القياسي ليس مستغرب، لأن اسعار ادوية الماركات التي تدخل السوق ترتفع سنويا.
ويقدر التقرير أيضا قيمة التخفيضات التي سيقدمها المصنعون لمنتجاتهم - بحوالي 90 مليار دولار. تعطى التخفيضات في إطار المفاوضات التي تجريها الشركات المصنعة والموزعون مع جهات التأمين ومقدمي الرعاية الصحية في مختلف البلدان. تستفيد من التخفيضات المحددة في عقود التوريد للمستشفيات ايضا.
التوقعات زيادة في استهلاك الأدوية في كل من الصين ،الهند ،اندونيسيا والبرازيل، والتي يتم فيها استثمار الجهود الرامية لتعزيز النظم الصحية وتوسيع نطاق تغطية التأمين الصحي. يعيش في هذه البلدان الأربعة أكثر من 3 مليارات نسمة، ومن المتوقع أن تستهلك حوالي نصف حصيلة انتاج صناعة الأدوية العالمية .
اليوم، يمكن لمعظم مواطني هذه الدول تحمل استهلاك الأدوية الجنيسة الرخيصة فقط. بالإضافة إلى ذلك، للمستشفيات والأطباء فيها لا توجد طواقم من الموظفين المدربين تدريبا كافيا وكذلك معدات التي يمكن أن تعالج بواسطة التجهيزات الدوائية الأكثر تكلفة، مثل الدواء بالحقن. لهذا السبب ايضا يعتبر استخدامها محدود حاليا.
كما تشير التوقعات أيضا إلى أنه في السنوات الخمس المقبلة ستتم الموافقة على استخدام 225 دواء جديدا، وخاصة في الدول المتقدمة.
في المقابل، ففي البلدان المتقدمة هناك طلب لإدخال أدوية جديدة أكثر تقدما خرجت لتوها من أنابيب الـ R & D (الابحاث والتطوير)، وخاصة كل ما يتعلق بأدوية الأورام، أو علاج المرضى الذين يعانون من التهاب الكبد C والأمراض النادرة، كما يساهم هذا الضغط في زيادة الاستهلاك والإنفاق على الأدوية. ويصل ثمن بعض هذه الأدوية الى 100 ألف دولار لجرعة واحدة لمريض واحد.
تظهر هذه التوقعات أيضا أن إستهلاك الأدوية سيبلغ في عام 2020 حوالي 4.5 تريليون جرعة دواء، بزيادة 24٪ بالمقارنة مع العام الحالي. أكثر من نصف سكان العالم، والذي من المتوقع في عام 2020 أن يبلغ 7.6 مليار شخص سوف تستهلك أكثر من جرعة واحدة في اليوم - أي بزيادة بنسبة 31٪ مقارنة مع عام 2005. كما من المتوقع أن تكون حوالي 90٪ من الوصفات في الولايات المتحدة من الأدوية الجنيسة، أي بزيادة 2٪ مقارنة بالوضع هذا العام.
تشير التوقعات أيضا إلى أنه في السنوات الخمس المقبلة ستتم الموافقة على استخدام 225 دواء جديدا، وخاصة في الدول المتقدمة، وهي كمية، لم يسبق لها مثيل منذ أواخر سنوات الـ 90. ففي النصف الثاني من ذلك العقد تمت المصادقة على استخدام 223 دواء جديدا دخلت السوق. جزء من تلك الأدوية الجديدة سوف تقوم بتغيير أشكال العلاج للأمراض المختلفة، بما في ذلك بعض أنواع السرطان، أمراض القلب، التهاب الكبد C، أمراض الجهاز التنفسي، وأمراض أكثر ندرة مثل ضمور العضلات، وأمراض المناطق المدارية التي كانت مهملة حتى الآن، وكذلك أمراض المناعة الذاتية.
إلى جانب الأدوية الجديدة تتوقع IMS ايضا دخول استخدام تكنولوجيات جديدة للتشخيص، والتي يتوجب أيضا أن تتم الموافقة عليها من قبل الـ FDA، إلى جانب تقنيات متابعة العلاج، والتي ستقوم بمساعدة المرضى في المواظبة على تناول الأدوية التي سجلت لهم فقط بواسطة الوصفات من قبل الأطباء.
ويتوقع أيضا بأن غالبية المصابين بالأمراض المزمنة سيمكنهم الوصول للتطبيقات عبر الهواتف الذكية والتقنيات القابلة للارتداء لمتابعة العلامات الحيوية عبر الرصد عن بعد، النشاط البدني، وتأثير العلاجات التي يتلقونها. جهات التأمين الطبي في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، لا يغطي إلى الأن تكاليف الإنفاق على المعدات، ولكن من المتوقع أن تغير من سياساتها عندما تثبت المزيد والمزيد من الدراسات أهمية التكنولوجيات المبتكرة للحفاظ على المرضى- المؤمنين صحيا.