ضيق التنفس النفسي
تظهر دراسة أن ضيق التنفس النفسي شائع لدى المرضى الذين يشكون من ضيق التنفس دون وجود مرض في القلب-الرئتين. تم تحديد مجموعتين فرعيتين رئيسيتين لهذه الظاهرة!
في التعريف الرسمي للجمعية الأمريكية لأمراض الرئة AMERICAN THORACIC SOCIETY ذكر ان "ضيق التنفس هو مصطلح يستخدم لوصف تجربة ذاتية من عدم الراحة أثناء التنفس التي تتكون من مشاعر تتميز نوعيا والتي تختلف في حدتها. هذا الشعور ينتج عن التفاعلات بين العوامل الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية والبيئية المتعددة، التي يمكن أن تسبب لردود فعل فسيولوجية وسلوكية ثانوية".
الدراسات التي حاولت بحث الفيسيولوجيا المرضية لضيق التنفس تظهر أن ضيق التنفس ينجم عن عدم وجود ملائمة بين النشاطات التنفسية الحركية الرئيسية وبين المعلومات العصبية الواردة القادمة من المستقبلات في القنوات التنفسية، الرئتين العضلات التنفسية ومن مبنى جدار الصدر.
للكثير من المشتكين يكون هناك سبب شائع لضيق التنفس مثل فشل القلب، تفاقم مرض الانسداد الرئوي المزمن COPD أو نوبة الربو. لدى العديد من المرضى تكون هناك حاجة لإجراء تحقيق للتشخيص الدقيق من أجل تأكيد التشخيص. التشخيص التفريقي لضيق التنفس المزمن لدى البالغين هو واسع. ولكن، الأسباب غير المرتبطة بمشاكل القلب أو الرئة هي أقل شيوعا. المرضى الذين يشكون من ضيق التنفس المزمن، والذي يبقى لديهم ضيق التنفس الغير مفسر بعد التحقيق التشخيصي الدقيق يتم تعريفهم على انهم يعانون من ضيق التنفس النفسي المنشأ (من الضغط) أو غير المبرر. ضيق التنفس المرتبط بعوامل سلوكية يتم تعريفه بضيق التنفس النفسي, ضيق التنفسي الناجم عن القلق، أو ضيق التنفس الناجم عن الهلع.
لمدة ستة أشهر، تم إحالة جميع المرضى الذين يعانون من ضيق التنفس إلى العيادات الخارجية حيث اجريت لهم فحوصات أولية لنفي وجود أمراض القلب، أمراض الرئة العضوية أو مشكلة لا تتعلق بالقلب / الرئة لضيق التنفس لديهم. وجد 46 مريض يعانون من ضيق التنفس المزمن، 32 امرأة و 14 رجل (الذين تتراوح أعمارهم بين 18-57 سنة).
كانت الأعراض الأكثر تميزا هي ضيق في التنفس الغير مرتبط بالجهد (100٪ من المرضى)، وصعوبات في ملء الرئتين ("شيء ما يمنع ملء الرئة بشكل كامل") (93٪)، الحاجة إلى الاستنشاق العميق - "تنفس الراحة" من مرة لأخرى "لملء الرئة" (93٪) والحاجة الى التثاؤب من مرة لأخرى لـ "ملء الرئة" (83٪). 32 منهم (70٪) حصلوا على علامة 11 أو أكثر في جزء القلق في سلم الـ HADS (إيجابي لحالة القلق)، خمسة كانوا مع نتائج متوسطة من 8-10 نقطة، وتسعة مع نتائج منخفضة، عدد نقاط أقل من 8. متوسط اكتشاف حالات ضيق التنفس (POD) كان أعلى بكثير في مجموعة المفحوصين بالمقارنة مع مجموعة المقارنة التي شملت 100 من الأشخاص الأصحاء. في مجموعة المرضى ذوي الدرجات المنخفضة الملائمة ل "عدم وجود حالة قلق" متوسط فان تصور ضيق التنفس (POD) كان أعلى (0.05> P( من تصوره في مجموعة المراقبة. من ناحية أخرى، تصور ضيق التنفس كان أقل بكثير لدى المرضى ذوي الدرجات العالية في سلم HADS الملائم لـ "وضع الذعر" (P <0.01) من تصور ضيق التنفس في مجموعة المراقبة.
مجموعة المرضى ذوي الأسباب النفسية لضيق التنفس ليست مجموعة متجانسة. المرضى الذين يعانون من ضيق التنفس "الذعر" ينتمون للمرضى الذين يكون لديهم ضيق التنفس هو الشكوى الرئيسية من دون وجود سبب بدني واضح الذي يعرف عنه انه يتسبب في ضيق التنفس. في هذه المجموعة أيضا يتم التمييز بين ثلاثة نماذج مختلفة: نموذج فرط التنفس (بالإنجليزية: Hyperventilation، نموذج ثاني أكسيد الكربون / تحذير الاختناق الخاطئ، والنموذج المعرفي السلوكي.
النتائج تظهر مجموعتين مختلفتين من المرضى مع أعراض مماثلة: الأولى مع "حالة القلق" وتصور ضيق التنفس (POD) ) الغير واضح والثانية "دون حالة القلق" الواضحة مع تصور لضيق التنفس (POD) أعلى من التصور الطبيعي. يمكن تفسير هذه النتيجة الغير متوقعة إذا افترضنا أن المرضى الذين يعانون من حالة القلق لديهم وتيرة تنفس عالية والتي يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في الإدراك الحسي بشكل مماثل للمشاهدات التي يؤثر فيها الوقت على الأحاسيس الجسدية الأخرى مثل الألم و / أو رد الفعل للحرارة / البرد، ويعتبر سمة مهمة لجميع المستقبلات الحسية.
خلاصة القول، الدراسة الحاليه تظهر أن ضيق التنفس النفسي شائع لدى المرضى الذين يشكون من ضيق في التنفس دون مرض القلب الرئوي. حددنا مجموعتين من المرضى: واحده مع عامل قلق واضح وفقا لاستبيان الـ HADS ومع تصور غير واضح لضيق التنفس (POD), والمجموعة الثانية مع حالة عدم وجود القلق وفقا للـ HADS مع تصور لضيق التنفس (POD) أعلى من الطبيعي. معظم المرضى هن من النساء الشابات وشكواهن الرئيسية هي ضيق في التنفس أثناء الراحة.
معظم المرضى يتميزون بالثالوث: أ. صعوبة الاستنشاق ("صعوبة في ادخال الهواء")، ب. الحاجة إلى استنشاق الراحة من مره الى أخرى ("لملء الرئتين").
الحاجة الى التثاؤب من مره لأخرى "لملئ الرئتين". بعد فحص التاريخ الطبي والفحص الجسدي للمريض الذي يعاني من هذا الثالوث المميز، فحص المستوى 1، ربما مع إضافة فحص تخطيط صدى القلب، يجب أن يتم اجرائها. إذا كانت جميعها سلبية، ولم يتضح السبب لضيق التنفس، فمن الممكن تأكيد تشخيص ضيق التنفس النفسي دون عمليات تشخيص أخرى أكثر تكلفة. المرضى الذين تستمر لديهم الشكوى من ضيق التنفس لفترة طويلة يجب إحالتهم لتلقي المساعدة العلاجية الملائمة.