علاج أكثر فعالية للتخثرات الدموية قد يرى النور قريباً
إن العلاج المتوفر حالياً لتخثرات الدموية ليس بالفعالية الكافية للتخلص منه، ولذلك لا تزال الأبحاث مستمرة في هذا المجال، فما هو آخر التطورات؟

عادة ما تؤدي التخثرات الدموية Blood clots إلى الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية، ليكونوا بذلك المسبب الأساسي للوفاة حول العالم، ولكن كيف يتم علاج هذه التخثرات بشكل عام؟ وهل هو فعال في علاجها؟
وفقاً لنتائج دراسة جديدة نشرت في المجلة العلمية Scientific Reports فإن العلاج الجديد الذي قام هؤلاء الباحثون بتطويره قد يكون فعالاً في إذابة التجلط والتخثر الدموي، من خلال استخدام آلية النانو المغناطيسية التي تعمل على إيصال أنزيمات تساعد في إذابة تحليل التجلط.
فالهدف الاساسي والرئيسي من جميع العلاجات الخاصة بالتخثرات الدموية هي إذابتها وإعادة تدفق الدم في الأوعية الدموية بأسرع وقت ممكن وبشكل آمن، وذلك لتجنب الإصابة بكل من أمراض القلب والنوبة القلبية والسكتة الدماغية.
وأشار الباحثون أن هذا العلاج الجديد الذي جاء على شكل دواء، يعمل على تحليل وإذابة التخثرات الدموية بحوالي 4,000 مرة أفضل وبطريقة فعالة أكثر من الأدوية الموجودة حالياً، مما سيقل من جرعة الدواء المتناولة وبالتالي تجنب الآثار السلبية والجانبية للادوية.
عادة عندما يحدث تخثرات للدم، تتم إعاقة تدفق الدم في الأوعية الدموية ويتوقف بناءً على ذلك مرور الأوكسجين والمواد الغذائية إلى الأنسجة المجاورة، وفي حال عدم إذابة هذه التخثرات والتخلص منها خلال ساعات قليلة، تموت الأنسجة المجاورة.
ولكن في حال التخلص من هذه التخثرات بسرعة أيضاً، يكون هناك خطر للإصابة ببعض الآثار الجانبية، ويعود ذلك السبب كون الأدوية التي يتم تناولها لعلاج هذه التخثرات تحتوي على أنزيمات تؤثر على الجهاز الدوراني ككل وليس التخثر الدموي فقط.
وبسبب احتواء أدوية علاج تخثرات الدم على الأنزيمات الهادفة لمحاربة التخثر، يقوم الجهاز المناعي فور حقنها بالجسم بمهاجمتها لتقل كفاءة الدواء وفقاً لذلك، وللتغلب على هذا الأمر تعطى هذه الأدوية بجرعات عالية لتاكد من وصول بعضها على الأقل إلى التخثر للتخلص منه قبل أن يقوم الجهاز المناعي بالتخلص من هذه الأنزيمات.
وأوضح الباحثون أن الهدف الأساسي من وراء هذا البحث هو محاولة تقليل الآثار الجانبية للأدوية الموجودة حالياً لعلاج تخثرات الدم، بالإضافة إلى تطوير علاج أكثر فعالية في هذا الخصوص وتقليل الجرعة المتناولة.
لذا عمل الباحثون على دمج وتركيب مركبات وهي المغنتيت التي يسهل اختراقه مع جزيئات يوروكيناز Urokinase، وهو عبارة عن انزيم يستخدم عادة في الأدوية كمحلل ومذيب للتخثر. وأوضح الباحثون أن المغنتيت يحمي الأنزيم من مهاجمة الجهاز المناعي، ليعمل بكفاءة أكبر.
وأكد الباحثون أن هذا العلاج آمن للاستخدام البشري، وذلك لاحتوائه على مواد موافق عليها بالأصل، كما واقترح الباحثون أن هذه المواد قد تساعد في تجنب الإصابة بالتخثرات الدموية مستقبلاً، فهي قادرة على البقاء في الجسم نشطة لفترة من الزمن.
وبعد الحصول على نتائج باهرة لهذا العلاج الجديد، يعكف الباحثون الآن على تجربة العلاج سريرياً على الحيوانات.