توقع تزايد نسبة مرضى الزهايمر، ولا تزال ميزانيات البحث قليلة

خصص الـ NIH نصف مليار دولار فقط للبحث بموضوع إيقاف أو شفاء مرض الزهايمر، مقابل 5 مليار دولار للسرطان و3 مليار دولار للإيدز

برعاية sponsered by
توقع تزايد نسبة مرضى الزهايمر، ولا تزال ميزانيات البحث قليلة
وفقا للتقديرات في الولايات المتحدة، ستشكل علاجات مرض الزهايمر حوالي 25٪ من ميزانية خدمة التأمين الصحي العامة في عام 2040.  أشارت شبكة الأخبارCNN، والتي كرست تقريرا حول الآثار المترتبة على هذه التوقعات، إلى أن تمويل الأبحاث المتعلق بعلاج المرض لا يتوافق مع الحاجة المتزايدة.
 
ووفقا للتقرير، فقد أكد الباحثون الذين يعملون على مرض الزهايمر بأنه تم الوعد بتمويل المعاهد الوطنية للصحة (NIH) في الولايات المتحدة بقيمة 580 مليون دولار في موازنة العام الحالي، مقابل 5 مليار دولار لباحثي السرطان و3 مليار دولار لباحثي الإيدز و2 مليار دولار  لباحثي أمراض القلب والأوعية الدموية  .
 
تشير التقديرات إلى أن العلاجات لمرضى الزهايمر ستشكل حوالي 25٪ من ميزانية خدمة التأمين الصحي في  العام 2040 على الرغم من أنه لا يمكن المقارنة المباشرة بين الأمراض، فمرض الزهايمر هو المسبب الرئيسي للوفاة اليوم والذي لا يمكن منعه ولا يمكن الشفاء منه. تهدف معظم العلاجات المتوفرة اليوم للحفاظ على سير عمل الناقلات العصبية في الدماغ.
 
مع ذلك، ففي العديد من المختبرات البحثية المختلفة في العالم، يجري تطوير العديد من الابتكارات المتقدمة.

على سبيل المثال، يحاول الباحثون تطوير "الزهايمر بطبق بيتري " - وهي محاولة لتكوين مساحات صغيرة من الدماغ مع الخلايا العصبية البشرية المزروعة في طبق بتري. يقف من وراء الفكرة البروفيسور رودي تانزي (Rudy Tanzi)، من كلية الطب في جامعة "هارفارد". ويوضح البروفيسور تانزي أن   العلامات الأولى لمرض الزهايمر تظهر أعصاب الدماغ التي تسمى الخلايا الدبقية (glia cells) حوالي  30-20 عاما قبل أن يبدأ المرض بالتأثير على الذاكرة.

هذه الخلايا، مثل أجهزة الاستشعار، تشعر بالموت القريب لخلايا المخ نتيجة لتشكيل لوحة بلاك  تلتف حول الأعصاب، والتي يتم تشخيصها كعلامات للالتهاب. تبدأ الخلايا في محاولة لمكافحة "المتسللين الغرباء "،  حيث يغمر  الدماغ بالجذورالالتهابية الحرة التي تدير حربا داخل الدماغ. ولكن في الواقع لا يوجد أي التهاب ولا  تلوث - ويدير الدماغ "حرب أشباح"  تنهكه وتسرع من ظهور المرض.  وهي لا تكون مصحوبة بالألم الجسدي.

بيتا اميلوئيد

فكرة أخرى يتم بحثها مرتبطة بطبقة البلاك (بيتا اميلوئيد). من المعروف حاليا أن هذه الطبقة تبدأ بالتشكل بموعد قريب  جدا من ظهور أعراض المرض. لذلك، يعتقد الباحثون أنه قد يتم العثور على وسيلة للحد من تشكيل طبقة البلاك من خلال التطعيم.
افتراض بعض باحثي الزهايمر هو أنه على الرغم من ان لمعظم الناس أعراض مرض الزهايمر تبدأ بالظهور في سن 65 عاما، قد يكون من الضروري  بدء العلاج في سن 45. القصد هو بدء إجراء اختبارات  مبكرة (تشيك -أب) للكشف عن طبقة بيتا اميلويد في سن 45-40 ، بعدها سوف يكون من الممكن تحديد شكل العلاج - بالأدوية أو عبر نهج  التدخل - الذي يجب القيام به  لوقف سلسلة  العمليات التي تميز ظهور الأعراض. يدعم هذه الفكرة، وفقا للتقرير، طبيب الأعصاب السريري الدكتور ديفيد كنوبمان من مايو كلينيك.
 
تقدر الـ AA، جمعية الزهايمرالأمريكية (The Alzheimer's Association)، أن ميزانية الأبحاث اللازمة هي 2 مليار دولار سنويا بدلا من 580 مليون، وذلك كي يتم ايجاد علاج خلال عقد  بحيث يؤجل بداية المرض بخمس سنوات. إذا تحقق هذا الهدف، سينخفض عدد مرضى الزهايمر في الولايات المتحدة في عام 2025 بنسبة 42٪ وسيتم توفير 220 مليون دولار من  ميزانية التأمين الطبي.
العقبة الكبيرة التي يتوجب على العاملين بمرض الزهايمر تجاوزها، هي تجنيد متطوعين للتجارب السريرية للأدوية والعلاجات الجديدة. التجربة الحقيقية لإثبات  وقف أو علاج هذا المرض سوف تتطلب 50 ألف شخص على الأقل.
 
لهذا السبب، بدأ AA في محاولة لتجنيد أشخاص في المرحلة الأولى ممن لديهم تاريخ عائلي من مرض الزهايمر. يقود المبادرة الدكتور ريتشارد آيزاكسون (Isaacson)، من كلية الطب في جامعة كورنيل. حيث أعلن أن مختبره يبحث عن متطوعين لاختبار علاجي مصمم  لمنع ظهور المرض ولذلك ففي المرحلة الأولى يجب إجراء دراسة استقصائية تشمل 5000 شخصا على الاقل.
 
الدكتور آيزاكسون من بين الأطباء الأمريكيين القلائل الذين يشغلون عيادة لمنع الالزهايمر، كما ذكرت شبكة CNN. وتضم العيادة تمارين للدماغ،  تحفيز الدماغ، السيطرة على مرض السكري  وحالة ما قبل السكري. "كل هذا يمكن أن يحدث فرقا بين الشخص السليم والمريض"، كما أكد في مقابلة أجريت معه مؤخرا.
ويقترح البروفيسور تانزي أيضا اضافة مجموعة من التوصيات للمرضى تشمل تدريبات  لياقة  بدنية،  النوم 8-7 ساعات يوميا، اعتماد حمية متوسطية،إضافة زيوت طعام نوعية تحتوي أوميغا- 3، زيادة التمرس الإجتماعي والتحفيز الفكري للدماغ.
 
 
 
 
نشرت من قبل ويب طب - الخميس 12 تشرين الثاني 2015

آخر الأخبار