دلائل جديدة تشير على ارتباط فيروس زيكا بصغر رأس الأجنة
لا يزال موضوع فيروس زيكا متصدراً لعناوين الأخبار العالمية، فالتطورات التي تطرأ سريعة، إليكم آخر ما توصل إليه الباحثون بهذا الصدد.

كشف باحثون في دراسة أمريكية جديدة نشرت في المجلة العلمية New England Journal of Medicine عن وجود أدلة تربط ما بين إصابة الحوامل بفيروس زيكا Zika virus ومرض صغر الرأس Microcephaly الذي يصيب أطفالهن حديثي الولادة.
ويعتبر صغر الرأس تشوه خلقي يصيب الأطفال حديثي الولادة، وينتج عنه عدم تطور الدماغ بشكل كافٍ بالإضافة إلى صغر حجم رأس المولود.
ومن خلال الدراسة، عثر الباحثون على فيروس زيكا في عينات لأنسجة الدماغ الخاصة بأطفال مصابين بصغر الرأس، علماً أن امهاتهم عانين من أعراض الإصابة بالفيروس في الأسبوع الـ 13 من الحمل، وذلك أثناء تواجدهن في دولة البرازيل.
وكانت الشكوك تدور حول إمكانية الفيروس للإنتقال من الأمهات المصابات إلى ألجنة عن طريق المشيمة، إلا أن الباحثين القائمين على هذه الدراسة استطاعوا العثور دلائل أولية على لتواجد هذا الفيروس في عينات من أنسجة المشيمة والدماغ من هؤلاء الأطفال.
إلا أنهم أشاروا، بأن كيفية تسبب فيروس زيكا بالعيوب والتشوهات الخلقية للأطفال غير معروفة حتى الآن، مؤكدين أن الأبحاث والدراسات حول الموضوع لا زالت جارية على قدم وساق من أجل الكشف عن جميع الجوانب المجهولة.
وأوضح الباحثون بأن النتائج لا تقدم دليلا قاطعا بأن فيروس زيكا المسبب لإصابة الأطفال بصغر الرأس، إلا أنها توثق من العلاقة فيما بينهما وتضيف دلائل جديدة للموضوع.
وكانت المرأة التي تم استهدافها بالدراسة قد أصيبت ببعض الأعراض المرتبطة بفيروس زيكا، مثل ارتفاع درجة الحرارة والألم والطفح الجلدي، وذلك في الأسبوع الـ 13 من حملها، أثناء عملها كمتطوعة في مدينة بدولة البرازيل. وعقب الباحثون أن الشكوك والأعراض أوضحت إصابتها بفيروس زيكا، ولكن لم يتم فحصها لتأكيد إصابتها.
هذا وكانت فحوصات الأمواج الفوق صوتية الخاصة بجنينها في الأسبوعين الـ 14 و20 من حملها طبيعية، إلا أن هذه الفحوصات في الأسبوع الـ 29 أظهرت وجود أمر غير طبيعي، وأكد هذا الأمر الفحص في الأسبوع الـ 32 من الحمل، مشيراً إلى إصابة الجنين بصغر الرأس. واستطاعت المرأة تبعاً لذلك من انهاء حملها، بعد أخذ الموافقة من لجنة الأخلاق التابعة للمشفى.
واكد الباحثون أن التاريخ العائلي للمرأة كان خالٍ من الإصابة بأي من الأمراض الوراثية التي قد ترفع من خطر إصابة جنينها بصغر الرأس، مما يزيد من دلائل ارتباط ذلك بفيروس زيكا.
وفي سياق متصل، نشر المركز الأمريكي للسيطرة على الامراض والوقاية منها (CDC) بياناً يوضح نتائج دراسة جديدة تمت من خلال استهداف أربعة أطفال حديثي الولادة ومصابين بصغر الرأس، حيث وجد الباحثون فيروس زيكا في العينات التي أخذت من الأنسجة الدماغية.
مشيرين بذلك إلى وجود دلائل اولية تدعم النظرية التي تنص بأن إصابة الحوامل بفيروس زيكا تعرض الأجنة للإصابة بصغر الرأس.
وتوضح الصورة التالية الفرق بين حجم الرأس الطبيعي لحديثي الولادة مقابل طفل مصاب بصغر الرأس (Microcephaly)
(مصدر الصورة موقع المركز الامريكي للوقاية والسيطرة على الامراض CDC)