ميشيل أوباما ترقص لتشجع الأطفال على الحركة
ما هي حملة ميشيل أوباما في مواجهة سمنة الأطفال؟ وهل حقاً حققت أهدافها؟

ميشيل أوباما ليست مجرد زوجة لرئيس الولايات المتحدة الامريكي، بل هي ناشطة اجتماعية، وتفاجئنا دائماً بكل ما هو جديد وغير اعتيادي، مثل اعتلاها خشبة المسرح لإداء رقصة بمناسبة الذكرى الخامسة لبدء حملتها تحت عنوان: "لنتحرك- Let’s Move!"، والتي تهدف إلى خلق جيل صحي من الأطفال.
حيث قامت ميشيل أوباما بتحدي الجميع بإتباع نمط غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني والصحول على حياة صحية، وكان هذا التحدي تحت عنوان #GimmeFive، والتي شارك فيها عدداً هائلاً من العائلات في الولايات المتحدة الأمريكية والمدارس والمشاهير والرياضيين وغيرهم الكثير.
وانتشر هاشتاغ #GimmeFive على مواقع التواصل الاجتماعي، مرفق بصور لأطفال وكبار يقومون مثلا بتناول خمس حبات من الفواكه، أو بخمس حركات من التمارين الرياضية، ليقوموا بتحدي أصدقائهم ونقل هذا التحدي إلى جميع مواطني الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف زيادة التوعية ونشر نمط الحياة الصحية والسليمة بين المواطنين وبالأخص الأطفال.
وأوضحت ميشيل أوباما من خلال الموقع الالكتروني الرسمي للحملة بأن هذا العمل عبارة عن شغف لها، وبأنها مصرة على العمل مع جميع الأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية لتغيير طريقة تفكير الأطفال حول الغذاء والتغذية، بالتالي حل مشكلة البدانة والسمنة بينهم.
حيث تحاول الحملة جاهدة على تزويد المدارس بالغذاء الصحي، وإمداد الأهالي بالمعلومات والثقافة والتوعية اللازمتين بهذا المجال، بالإضافة إلى جعل الطعام الصحي في متناول يد الجميع وبأسعار معقولة، وتشجيع الأطفال على النشاط البدني والرياضي.
وحققت الحملة التي أطلقتها ميشيل أوباما منذ خمس سنوات إنجاز العديد من الأمور حتى الآن:
- فعلى سبيل المثال، أعلنت شركة ديزني بأنها وبحلول عام 2015 ستعمل على التركيز على الأسس الفيدرالية فيما يخص الإعلانات على محطاتها التلفازية ومواقعها الإلكترونية، بحيث يتم عرض الإعلانات التي تتضمن الفواكه والخضراوات، وتبتعد عن السكريات والأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية.
- قامت العديد من الجهات المهتمة بممارسة النشاطات الرياضية مثل US Olympic Committee بالسماح للأعضاء الجدد بالدخول دون دفع رسوم اشتراك، أو تخفيض الرسوم بشكل ملفت من أجل تشجيع المواطنين على ممارسة النشاط البدني.
- انضم عدداً كبيراً من المستشفيات في ولايات مختلفة من أمريكا إلى الحملة، معلنين تأكيدهم على ضرورة إمداد المرضى بالطعام الصحي والغني بالفتامينات والمعادن وقليل السعرات الحرارية.
سمنة والوزن الزائد عند الأطفال: زيادة التوعية لتجنب مضاعفات أخرى خطيرة
أشارت منظمة الصحة العالمية انه في عام 2013 كان عدد الأطفال (أقل من خمس سنوات) الذين يعانون من الوزن الزائد حول العالم حوالي 42 مليون طفلاً. والمثير للقلق أن من يعاني من الوزن الزائد والسمنة في مرحلة الطفولة غالباً ما سيعاني من هذه المشاكل في مراحل لاحقة من حياته، إضافة إلى أمكانية اصابته بأمراض مختلفة مثل السكري وأمراض القلب.
إلا ان الجانب الايجابي من هذه المشكلة هو انه بالإمكان التحكم بالسمنة والوزن الزائد في مراحل مبكرة من حياة الانسان وتجنب إصابته بمضاعفاتها لاحقاً. وبالطبع يتم ذلك من خلال تعاون كافة الجهات المختلفة بالدول، وأولها القطاع التعليمي ودور العائلة في تنمية جذور الحياة الصحية في نفوس أطفالهم.
كما أوضح تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2014، أن دول الخليج احتلت النسبة الأعلى من حيث الإصابة بالسمنة عالمياً، لتقع بعض هذه الدول في المراتب العشرة الأولى، ومن ضمنها: الكويت، المملكة العربية السعودية، قطر.
وبالرغم من زيادة حملات التوعية في الدول العربية، وبالأخص الخليج، إلى أنها لا تتكلل بالنجاح الكبير، وقد يعود السبب بذلك إلى كونها حملات قصيرة الأمد مما يجعل إنجازاتها محدودة، وهذا الأمر يستدعي وضع خطط طويلة الأمد وحملات توعوية مستمرة وملائمة لثقافتنا العربية، تماما كحملة ميشيل أوباما.