نتذكر أفريقيا لأن الايبولا لا يوجد لها علاج

الدول الغربية تستطيع مواجهة الملاريا، السل او الحصبة والتي تحصد العديد من الارواح في افريقيا، تخشى الايبولا لانه لا يوجد له دواء.

برعاية sponsered by
نتذكر أفريقيا لأن الايبولا لا يوجد لها علاج

يتواجد فيروس الإيبولا عادة في خفافيش الفاكهة الأفريقية. وفي كل بضع سنوات تصيب العدوى العشرات أو المئات من الناس. حتى الآن لا يوجد لقاح ولا دواء لهذا المرض. نسب الوفيات مرتفعة - ما بين 50٪ الى 70٪ من المرضى. على عكس الإنفلونزا، فإن الفيروس غير موجود في الهواء ولا ينبعث مع السعال أو العطس. تحدث العدوى فقط من خلال الاتصال مع المريض أو افرازاته.

تفشى الوباء في مارس/اذار عام 2014 في غينيا وانتشر إلى البلدان المجاورة، ليبيريا، سيراليون، نيجيريا والسنغال، وقد أصاب حتى الآن أكثر من 13,000 شخص، ,وما يقارب الـ 9,000 منهم لقوا حتفهم. على الرغم من حشد خدمات الرعاية الصحية في دول غرب أفريقيا المتضررة، وعلى الرغم من مساعدة المتطوعين من منظمة أطباء بلا حدود، منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات، فإن الفيروس مستمر في الانتشار. لا يبدو ان هناك تباطؤ في وتيرة انتشار الوباء.

من الناحية النظرية، كل ما هو ضروري لوقف الوباء هو العزل الفعال للمرضى ومنع الاتصال المباشر بينهم وبين أشخاص آخرين. عمليا، في البلدان المتضررة، فشلوا في عزل المرضى. كان من بين المتوفين حتى الآن أكثر من 120 شخص من العاملين في مجال الرعاية الصحية. أي حتى الأشخاص الذين كان من المفترض أن يعرفوا كيفية حماية أنفسهم لم يعملوا وفقا للتعليمات ولم يحرصوا على شروط العزل. بالنسبة لسكان القرى، فهناك القليل من المعلومات وتوافر قليل للمساعدات الطبية.

على ما يبدو ان نسب الإصابة والوفيات أعلى بكثير من الارقام التي يتم نشرها بشكل رسمي. في المدن، المرضى يخافون من الوصول إلى المستشفيات (لأنه يوجد هناك موتى)، ويبقون في المنزل دون عزل. أفراد الأسرة الذين يقومون برعايتهم يصابون هم أيضا بالعدوى. كل مريض يزوره الزوار ويقومون بمصافحته باليد، يجلسون حوله وبعضهم يصاب بالعدوى. التوعية غير كافية، لا توجد بالمرة وسائل لتطبيق أوامر العزل وبالتالي، في ظل الظروف الحالية، فإنه من الصعب التنبؤ بنهاية الوباء.

أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ. هذا هو إعلان غير طبيعي بالفعل على ضوء العدد المتواضع نسبيا من الضحايا. تم في العالم الغربي تجنيد جهود كبيرة في مجال صناعة الأدوية وبذلت جهدا استثنائية لتطوير علاج ولقاح ضد الفيروس. عقار تجريبي، الذي يحتوي على بروتينات التي ترتبط للفيروس وتمنع دخوله الى الخلايا، تم اختباره في عدد من المرضى وحتى الآن لا توجد معطيات مؤكدة عن فعاليته. الآن تم تجنيد متطوعين لاختبار لقاح الذي أنتجته شركة بريطانية بالتعاون مع المعهد الوطني الأمريكي للصحة.

في أفريقيا يصاب كل عام، حوالي مئتي مليون شخص بالملاريا، يتوفى منهم حوالي 600 ألف. 85٪ من المتوفين هم من الأطفال دون سن الخامسة. أكثر من نصف مليون شخص يموتون سنويا من مرض السل، حوالي عشرة آلاف من الأطفال لا يزالون يموتون كل عام جراء مرض الحصبة. منظمة الصحة العالمية لم تعلن حالة الطوارئ بسبب هذه الأمراض وغيرها من الأمراض التي تحصد أرواح مئات الآلاف من الضحايا كل عام، معظمهم في دول أفريقية تقع جنوبي الصحراء الكبرى. لماذا، إذن، أثيرت ضجة كبيرة جراء هذا المرض الذي توفي بسببه الاف الاشخاص فقط؟ السبب واضح جدا، لهذا المرض لا يوجد علاج فعال.

الملاريا لا تشكل خطرا على سكان الدول المتقدمة، لقاح الحصبة فعال وفي الغرب لا يموتون من الحصبة، في البلدان المتقدمة هناك عدد قليل من حالات السل وهناك علاج فعال للمرض. لذلك الأفارقة وسكان بعض دول جنوب شرق آسيا يموتون بأعداد كبيرة، ولكن في الدول المتقدمة لا يوجد أي شعور بالخطر. هذا هو السبب في عدم اهتمام وسائل الإعلام بيمنا المساعدة لشراء الأدوية واللقاحات تبدو متواضعة جدا.

الإيبولا، بالمقابل، هو "الجدري"، في صورته المصغرة، في بداية القرن الـ 21. وباء الإيبولا لا يزال صغيراً، ولكن في غياب العلاج الفعال أو اللقاح فهو مخيف. ولذلك، فالعالم المتقدم يتجند ويبذل جهود جبارة لتطوير الأدوية واللقاحات. تمثيلية الخوف على الأفارقة هي تمثيلية جيدة التي تسلط الضوء على نفاق وأنانية المجتمع الغربي. من ناحية أخرى، فاستمرار انتشار فيروس الإيبولا وعلى الرغم من البساطة النسبية لوسائل منع انتشاره يشير إلى الحالة المزرية للخدمات الصحية في هذه البلدان وعلى الانعدام التام للوعي الصحي.

نشرت من قبل ويب طب - الخميس 5 شباط 2015

آخر الأخبار