نسبة عالية من الأمراض المزمنة بين الذين تم تشخيصهم كمصابين بمرض التصلب المتعدد
ارتفاع نسبة مرضى ضغط الدم من الرجال الذين يعانون من التصلب العصبي المتعدد، فضلا عن النسب المرتفعة من الأمراض المزمنة بين النساء والرجال، مقارنة مع غير المصابين بالمرض

المرضى الذين شخصوا كمصابين بمرض التصلب المتعدد (Multiple Sclerosis) غالبا ما يعانون من أمراض مصاحبة مزمنة; هذا ما وجدته دراسة نشرت هذا الأسبوع في طبعة الانترنت في مجلة Neurology، المجلة الطبية للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب.
كاتبة تقرير الدراسة، الدكتورة روث آن - ماري، جامعة مانيتوبا في وينيبيغ، كندا، ذكرت أن هذه النتائج تطرح للمناقشة مسألة ما إذا كانت هناك عوامل خطر مشتركة لمرض التصلب المتعدد والأمراض الأخرى التي تم اكتشافها. كما وجدت الدراسة أيضا أن وتيرة تطور مرض التصلب المتعدد أسرع لدى المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أخرى، لذلك يجب على الأطباء أن يكونوا على علم بأنه يجب محاولة علاج هذه الأمراض أيضا.
أحد أسباب وجود نسبة عالية من الأمراض المزمنة الأخرى لدى المرضى الذين يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد هو أن الأمراض تتشارك في نفس عوامل الخطر فحص الباحثون نسبة انتشار الأمراض المزمنة بين 23,382 من مرضى التصلب المتعدد الذين تم تشخيص اصابتهم بالتصلب المتعدد حديثا، مقابل 116,638 شخص في نفس الفئة العمرية والجنس, بدون MS. الحالات المرضية المزمنة التي فحصت هي: ارتفاع ضغط الدم-High blood pressure، مرض السكري-Diabetes، ارتفاع الكولسترول-hypercholesterolemia، أمراض القلب-Heart disease، أمراض الرئة المزمنة، الصرع-Epilepsy، آلام العضلات الليفية - Fibromyalgia, مرض التهاب الأمعاء-Ulcerative Colitis، الاكتئاب-Depression، القلق-Anxiety, الفصام-Schizophrenia والاضطراب الثنائي القطب-Bipolar disorder.
وقد وجد أنه كانت لدى مرضى التصلب المتعدد نسبة عالية من جميع الأمراض، باستثناء ارتفاع الكوليسترول في الدم. بشكل خاص وجدت نسب مرتفعة من الأمراض النفسية. كان المرض المزمن الأكثر شيوعا هو الاكتئاب. لا يقل عن 19٪ من مرضى التصلب المتعدد كانوا يعانون أيضا من الاكتئاب، مقارنة مع 9٪ بين أولئك الذين لم يكونوا مصابين بمرض التصلب المتعدد.
الاكتئاب والقلق، كما يشير معدي الدراسة، تؤثر على نوعية الحياة وتزيد من خطر دخول المستشفيات بشكل متكرر، ولهذا السبب يجب تشجيع المرضى على تناول الأدوية التي وصفت لهم، والتأكيد على أهمية الحرص على تناول الأدوية بانتظام. كذلك، كتب الباحثون، أن هنالك حاجة لإجراء عمليات الرصد الدقيق لهذه المشاكل النفسية.
كما تم العثور على اختلافات في نسب الأمراض المزمنة بين الرجال والنساء المصابين بالتصلب المتعدد; بين الرجال الذين يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد وجدت نسبة أعلى بـ 48٪ من حالات ضغط الدم المرتفع بالمقارنة مع أولئك الذين لم يكونوا مصابين بمرض التصلب المتعدد 22٪ مقابل 15٪ في المجموعة الضابطة. بين النساء، 14٪ من المصابات بمرض التصلب العصبي المتعدد كن يعانين من ارتفاع ضغط الدم، بالمقارنة مع 12٪ بين النساء من دون مرض التصلب العصبي المتعدد.
بين الرجال المصابين بـ MS تم أيضا اكتشاف مستويات أعلى من المعتاد من السكري, الصرع, الاكتئاب والقلق، بالمقارنة مع النساء المصابات بـ MS.
كما وجدت نسبة مرتفعة بين النساء المصابات بمرض التصلب العصبي المتعدد اللواتي يعانين من أمراض الرئة المزمنة, بالمقارنة مع الرجال المصابين بـ MS.
كما فحص الباحثون نسبة انتشار الأمراض المزمنة قبل خمس سنوات من تشخيص اصابتهم بمرض التصلب العصبي المتعدد. حيث اتضح أن الذين تم التشخيص لديهم في مرحلة متأخرة أكثر من المرض كان لديهم ميل أكثر للتعبير أيضا عن الحالات المرضية المزمنة الأخرى التي كانوا يعانوا منها.
وأشار الباحثون إلى أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث للحصول على صورة أكثر وضوحا حول الاختلافات بين الرجال والنساء وأيضا فيما يتعلق بالاختلافات في سلامة علاج مرض التصلب العصبي المتعدد لدى المصابين بأمراض مزمنة أخرى.
في المقال المرافق لتقرير البحث كتب الدكتور ويليام جرانت من مركز "سانلييت" لأبحاث التغذية والصحة في سان فرانسيسكو، أن احد الأسباب لوجود نسب عالية من الأمراض المزمنة الأخرى لدى المرضى الذين يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد هو أن الأمراض تتشارك بنفس عوامل الخطر، مثل التدخين, السمنة, مستويات منخفضة من فيتامين D ومستويات منخفضة من الأحماض الدهنية أوميغا 3 – مما يساهم في تفاقم مرض التصلب العصبي المتعدد بالدمج مع العديد من الأمراض المزمنة الأخرى.
ووفقا لأقواله، فمن المهم أن يركز الطبيب على هذه القضايا وعلى أهمية علاجها أيضا لدى مرضى التصلب المتعدد. كما ذكر مؤلفي البحث أن جيل الفئة التي تم دراستها عند تشخيص اصابتهم بمرض التصلب العصبي المتعدد كان مرتفع، وقد يكونوا لا يمثلون عموم فئة المرضى المصابين بهذا المرض.