نسبة انتشار مرض السل بين الأطفال في العالم أعلى بكثير من تقديرات الـ WHO
كشف تقرير جديد، أن هناك 25٪ أكثر من المصابين بمرض السل لدى الأطفال بالمقارنة مع التقديرات السابقة، أعلنت منظمة الصحة العالمية الـ WHO أنها سوف تجري إعادة تقييم لنسبة انتشاره

دراسة نشرت في مجلة Lancet Global Health تزعم أن أكثر من 650 ألف طفل في مختلف أنحاء العالم يصابون بمرض السل (Tuberculosis) كل عام، حوالي 25٪ أكثر من تقديرات وتوقعات منظمة الصحة العالمية (WHO). ترأس البحث الدكتور بيتر ديفيد، من جامعة شيفيلد البريطانية، مع زملائه في الـ "امبريال كوليدج" في لندن وفريق من خبراء صناعة الأدوية التي أسست "التحالف العالمي" (Global Alliance) لتطوير أدوية جديدة لمرض السل. مؤلفو التقرير أشاروا، أن مسؤولي الصحة العالمية يضيعون "فرصة هائلة" لمنع انتشار المرض.
بعد اكتشاف البيانات الجديدة أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه في التقرير القادم والذي سوف ينشر حول هذا الموضوع تنوي اجراء "مراجعة في التقديرات." وقد تم نشر هذا التقرير على ضوء إعلان المنظمة أنها تنوي المساعدة في القضاء على هذا المرض في 33 بلدا حول العالم. ذكر في التقرير، أن السل لدى الأطفال من الصعب تشخيصه واكتشافه. السبب: جسم الصغار يحتوي على كمية صغيرة من البكتيريا بالمقارنة مع البالغين، وبالتالي فمن الصعب جمع عينات منهم لتحديد من هو مريض ومن لا.
البيانات الرسمية الأخيرة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية - التقرير الدولي الأول من نوعه حول مرض السل - قدمت تقديرات بشأن نحو 530 ألف طفل الذين يصابون بالسل كل عام في جميع أنحاء العالم. ولكن معدي الدراسة الجديدة قرروا الآن أن هذه البيانات تستند إلى تقارير التي تلقتها منظمة الصحة العالمية من السلطات الصحية من البلدان الأعضاء في المنظمة" بحيث لم يتم الحصول على صورة كاملة. هناك العديد من الفجوات والاختلافات في رصد نوعية ما يحدث في جميع أنحاء العالم بشأن هذه المسألة".
بهدف التقييم الدقيق قام الفريق المتعدد التخصصات ببناء نموذج رياضي. أخذ في الاعتبار السلوك الطبيعي للبكتيريا ونسبة مرضى السل (الكبار) في الأسر والمجتمعات المحلية في 22 بلد الموجود فيها أعلى معدل انتشار للسل في العالم. بذلك كان من الممكن اجراء تقديرات حديثة لعدد الأطفال المرضى أو الذين سوف يصابون بالمرض. وتشير التقديرات إلى أن نحو 15 مليون طفل يعيشون الآن في تلك الأسر التي فيها على الأقل شخص بالغ واحد مريض بالسل. حوالي 53 مليون طفل يعرفون كمصابين بالسل غير النشط - صورة المرض التي يمكن أن تتطور، تتفشى وتتحول في أي لحظة، الى الحالة النشطة. ما يقرب من الثلثين، وفقا لهذه التقديرات، هي من حالات السل النشطة التي فوتت السلطات تشخيصها واكتشافها. ذكر الدكتور ديفيد، أن "الأطفال غالبا ما يتم تجاهل حالات السل لديهم، ولكن من الضروري إدراجهم كذلك في الجهود الرامية إلى السيطرة على المرض على المستوى العالمي.
النتائج تبرز الفرصة الكبيرة لتبني علاجات المضادات الحيوية الوقائية، وخاصة لدى الأطفال الذين يعيشون في تلك الأسر التي يوجد بها أشخاص بالغين مصابين بالسل". الدكتورة روث مكنرني من London School of Hygiene and Tropical Medicine قالت لل "بي. بي. سي": نحن نعلم أن العديد من الأطفال في جميع أنحاء العالم يصابون بالسل ويموتون بسببه، وحتى اليوم لا نعرف بالضبط كم هو عددهم. هناك حاجة لحل هذه المشكلة الهامة، لأن علاج الأطفال عندما يتعرضون للمرض يعطي فرصة للانظمة الصحية لمنع عودتها في مرحلة متأخرة أكثر من حياة هؤلاء الأطفال".