نشر فريق من الصيادلة وعلم السموم مؤخرا، وثيقة تتناول مسألة السلامة والتعرض لمواد مختلفة أثناء علاج الأسنان خلال فترة الحمل والرضاعة.
تخاف الكثير من النساء من القيام بعلاجات الأسنان الوقائية والضرورية أثناء الحمل او الرضاعة، خوفا على الجنين والمولود. ففي كثير من الحالات، تتدهور حالة المريضة حيث تعاني من
ألم الأسنان الحاد أثناء الحمل، لدرجة إلحاق الضرر بالأسنان والحاجة إلى إجراء عمليات لاجتثاثها.
تزود الوثيقة، التي وزعت على المجتمع الطبي، بمعلومات مفصلة حول سلامة علاج الأسنان والأدوية الأكثر شيوعا التي يسمح استخدامها أثناء الحمل والرضاعة.
"بشكل عام،علاج الأسنان أثناء الحمل وفي فترة الرضاعة الطبيعية لا تزيد من خطر العيوب الخلقية أكثر من الخطر الأساسي. علاوة على ذلك، يجب عدم تأجيل علاجات الأسنان الوقائية والعاجلة للثلث الثاني والثالث. يمكن أيضا القيام بالعلاج في الأشهر الثلاثة الأولى،" يقول الباحثون.
المواد المسموحة والممنوعة:
تفصل الوثيقة قائمة مواد التخدير المستخدمة أثناء علاج الأسنان، ويحدد أيا منهم يسمح استخدامه أثناء الحمل عندما لا يكون هناك خطر متزايد على الجنين أكثر من الخطر الأساسي وأي المواد هي بمستوى سلامة أقل للفترة المذكورة اعلاه.
يشير واضعو الوثيقة إلى أن الليدوكائين (Lidocaine) يسمح استخدامه وهو لايزيد من الخطر على الجنين، ويمكن أيضا أن يستخدم بالدمج مع الأدرينالين. كذلك يسمح باستخدام "غاز الضحك" (أكسيد النيتروز) في جميع مراحل الحمل. ومع ذلك، عندما يتم علاج الأسنان قرب الولادة، وعندما تأتي امرأة إلى غرفة التوليد في غضون 24 ساعة بعد هذا النوع من العلاج، ينبغي إبلاغ طاقم غرفة التوليد عن استخدامه.
كما تحدد الوثيقة قائمة المسكنات ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، التي يمكن استخدامها طوال فترة الحمل، مثل باراسيتامول و وغيره- أدوية تعتبر خط أول للعلاج المسكن والشيء نفسه ينطبق على ايبوبروفين (Ibuprofen ,Diclofenac ,Naproxen). يسمح باستخدام الادوية من عائلة NSAIDs فقط حتى الأسبوع -28 من الحمل، خوفا من الإغلاق المبكر للقناة الشريانية (Ductus Arteriosus) في الجنين.
بشأن ترامادول (Tramadol)، يشير الباحثون إلى أن المعلومات حول سلامته للحمل محدودة النطاق، لكنه يعتبر آمنا. فاستخدامه على المدى القصير، بعد أيام قليلة، ممكن ولا يزيد من الخطر على الجنين خارج نطاق المخاطر الأساسية. من المستحسن عدم أخذ الدواء قرب موعد الولادة خوفا من حدوث توقف التنفس للمولود.
وفيما يتعلق باستخدام NSAIDs ءCOX2 selective أو NSAIDs جديدة مثل: Etodolac (Etopan etc.), Etoricoxib (Arcoxia), Lornoxicam (ءXefo)
يشير الباحثون إلى أن المعلومات حول سلامتها للحمل قليلة، ويفضل عدم استخدامها خلال فترة الحمل.
بالنسبة لاستخدام مسكنات الألم التي تحتوي على الكوديين (Codeine)، قال الباحثون أن استخدام المستحضرات التي تحتوي على الكوديين لتسكين الألم أثناء الحمل لا يزيد من الخطر على الجنين خارج المخاطر الأساسية، ويمكن استخدامها خلال فترة الحمل. في حال تم استخدامها قريبا من موعد الولادة، ينبغي إبلاغ طاقم غرفة التوليد عن استخدام الكوديين خوفا من حدوث توقف التنفس للمولود.
وتنص الوثيقة على أن اعطاء الستيروئيدات بأشكال منهجية بجرعة أكبر من 10 ملغ ( prednisone) في الأشهر الثلاثة الأولى غير مستحسن بسبب زيادة خطر الشفة والحنك المشطوران. اعطاء الستيروئيدات بجرعات منخفضة في علاج على المدى القصير، بعد انتهاء الثلث الأول من الحمل، لايزيد من المخاطر خارج الخطر الأساسي، ويمكن استخدامها.
تحدد وثيقة الصيادلة قائمة المضادات الحيوية من عائلة البنسلين والتسيفالوسفورين-Cephalosporin التي يمكن استخدامها في أي مرحلة وكذلك المستحضرات من عائلة الماكروليدات (للمعالج الحساس للبنسلين).
بشأن
Doxycycline، تم التأكيد على أنه غير مسموح من الأسبوع الـ14 وما بعده، لأنه قد يسبب في المستقبل تلوين الأسنان لدى الطفل. استخدامه على المدى القصير قبل الأسبوع الـ 14 لا يزيد من الخطر على الجنين وهو يشكل علاج خط ثاني.
أيضا بشأن غسولات الفم التي تحتوي على الكلورهيكسيدين Chlorhexidine تنص وثيقة الصيادلة على أنه يسمح باستخدام هذه المواد في أي مرحلة من مراحل الحمل ولا تزيد من الخطر خارج الخطر الأساسي.
تصوير الأسنان
بالنسبة لتصوير الأسنان أثناء الحمل شدد واضعو الوثيقة ان الـ US National Council on Radiation Protection يحدد الحد الأقصى المسموح به للتعرض للنشاط الإشعاعي أثناء الحمل حتى (5RAD (50 mSv, 0.05 Gy. التعرض للنشاط الإشعاعي عند تصوير الأسنان بطريقة العضة هو منخفض جدا (0.01 MRAD ).فذلك التعرض هو بالحد الأدنى الذي لا يزيد من الخطر على الجنين، لكن ينصح باستخدام الواقي من الإشعاع من الرصاص عند اجراء الصورة.
بالنسبة لموضوع تبييض الأسنان باستخدام المواد الكيميائية أو الليزر، أشار الباحثون أنه لا توجد أي معلومات في الأدبيات حول التأثير المحتمل لهذه الإجراءات على الجنين. لذلك، يجب أن لا يتم القيام بها خلال فترة الحمل. فهذه العلاجات يمكن أن تؤجل إلى ما بعد الحمل.
غاز الضحك
كما تفصل الوثيقة مجموعة من المواد وسلامة التعرض لها أثناء الرضاعة الطبيعية بعد الولادة. بالنسبة لـ "غاز الضحك"، ذكر على سبيل المثال أنه بما انه تتوفر القليل من المعلومات بشأن العلاج به في الأدبيات الطبية حول نسبة الإفراز لحليب الأم ، فإنه مسموح ، لكن يوصى بعد العلاج به ضخ جرعة واحدة من الحليب من الثدي، وبعد ذلك يمكن العودة إلى الرضاعة كالمعتاد.
تفصل الوثيقة عدة أنواع من الأدوية التي يكون هناك خشية من الأعراض الجانبية التي قد تحدث للطفل الرضيع. بشأن الترامادول، على سبيل المثال، أشار واضعو الوثيقة، إلى أن هذا الدواء يفرز في حليب الثدي وإن كان بنسبة منخفضة، وأنه يجب الانتباه لأي حالة من الخمول ،اللامبالاة وعدم اليقظة عند الطفل.
وفيما يتعلق باستخدام NSAIDsا COX2 selective أوNSAIDs جديدة مثل: Etodolac (Etopan etc.), Etoricoxib (Arcoxia), Lornoxicam (ءXefo)
لا ينصح استخدامها أثناء الرضاعة الطبيعية، بسبب عدم وجود معلومات عن النسبة المئوية من إفرازها في حليب الأم. كما ان بقائها طويل نسبيا ومن غير المعروف ما هو تأثيرها.
ممنوع استخدام الكودايين أثناء الرضاعة الطبيعية لأنه يتحلل لمورفين في جسم الأم، ويمكن أن يسبب النعاس، اللامبالاة وتوقف التنفس لدى الأطفال الرضع. يحظر استخدام المستحضرات التي تحتوي على الكوديين للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة وللنساء المرضعات.
تشير الوثيقة إلى أن عمر الدوكسيسيكلين طويل نسبيا ونسب افرازه لحليب الأم حوالي 10٪. وعادة ما يتواجد الدواء بحالة ربط بأيونات الكالسيوم، ما يؤدي إلى انخفاض امتصاصه. لذلك، يسمح باستخدامه على المدى القصير ولا يشكل مشكلة بالنسبة للرضاعة الطبيعية. ومع ذلك يجب ملاحظة أن هذا الدواء يمكن أن يسبب تغيرات في عادات التبرز للطفل الرضيع .
