نهاية الجراحات المتزامنة
لوائح جديدة تمت الموافقة عليها في ماساتشوستس تحدد لأول مرة اعتبارا من الشهر المقبل، أن على الجراحين تسجيل كل خروج من غرفة العمليات

اعتبارا من الشهر المقبل، سوف يكون جميع الجراحين في ماساتشوستس مضطرين بشكل رسمي بتسجيل الوقت الذي قضوه في غرفة العمليات، بما في ذلك الخروج والدخول مرة أخرى إلى خلال العملية من أجل مكافحة ظاهرة العمليات المتزامنة، والتي تشكل خطرا على المرضى.
وقد تمت الموافقة في الشهر الماضي على هذه اللوائح بأغلبية خمسة داعمين مقابل معارض واحد في لجنة الترخيص الطبي التابعة للولاية (Massachusetts Board Of Registration in Medicine)، وهي على ما يبدو الأولى من نوعها في الولايات المتحدة.
وجاء القرار بعد سلسلة من التقارير والتحقيقات التي أجرتها صحيفة "بوسطن غلوب-Boston Globe"، تناولت الجراحات والإجراءات المعقدة الأخرى التي تؤدى في وقت واحد من قبل نفس الجراحين الذين يتنقلون بسرعة بين عدة غرف متجاورة (double booked operations)، في نفس "النافذة من الوقت"، والتي ادت الى انتهاء بعضها بأخطاء جسيمة.
بين الأطباء في ولاية ماساشوستس، وخصوصا العاملين في مركز بوسطن الطبي "المستشفى العام لماساشوستس" (MGH) - كان الجدل محتدم بشأن العمليات المتزامنة. تبلور معسكران حول الموضوع : الأطباء الذين برروا الحظر ووجوب تسجيل الدخول والخروج إلى غرف العمليات، والأطباء الذين أيدوا السماح للجراحين بإجراء العمليات في ذات الوقت.
وجاء القرار بعد تحقيق في "بوسطن غلوب" والذي تناول العمليات الجراحية والاجراءات الطبية التي أجريت في وقت واحد من قبل نفس الجراحين.
في الولايات المتحدة، نادرا ما يعرف المريض أن جراحه يقوم بعلاج مريض أو عدة مرضى بالموازاة له. عدم وجود توثيق بشأن مكان وجود الطبيب الجراح في أي وقت أثناء العملية تسبب للمرضى التساؤل عما إذا كان الجراح قد قام بالفعل بالخطوات الأكثر أهمية وإشكالية للعملية التي خضعوا لها. وذلك، لا سيما عندما اتضح أن خطأ ما حدث أثناء الجراحة .
وقالت الدكتور كانديس لابيدوس-سلون (Candace Lapidus Sloane)، وهي طبيبة أطفال، طبيبة الأمراض الجلدية ورئيسة مجلس إدارة الهيئة في ماساتشوستس لوسائل الإعلام اأنه وصلت إليها على مدى الأشهر القليلة الماضية بعض التقارير المقلقة من مصادر مختلفة حول الحالات والمواقف التي حدثت في غرفة الجراحة والتي تطلبت تعاملا مناسبا. هذا ويعمل في الولاية 35،000 طبيبا.
يتطلب النظام الجديد أيضا من كبير الجراحين الذي عيّن لقيادة الإجراء أن يشير بوضوح في الوثائق من هو طبيب الدعم الاحتياطي الذي يتحمل المسؤولية في حالة اضطر كبير الجراحين لترك غرفة العمليات، حتى لبضع دقائق.
وقال الدكتور جيمس ريكريت، وهو طبيب جراح من ولاية إنديانا ورئيس شركة جراحة العظام لبوسطن غلوب أن الأطباء لا يعتقدون انها قضية مهمة وأنهم يفترضون أنها لا تهم المرضى - لكنهم مخطئون وقال:" كل مريض يريد أن يعرف أن جراحه هو من تم تعيينه لهذا الغرض. كل مريض لديه الحق في معرفة ذلك. وخاصة في الحالة التي يدخل فيها الشخص العلاج الجراحي تحت التخدير أو التخدير الموضعي وهنالك خطر لإصابة خطيرة أو حتى الوفاة الناجمة عن الإجراء الطبي ".
"لا يعتقد الأطباء انها قضية مهمة وهم يفترضون أيضا أنها ليست قضية مهمة للمعالجين أيضا - لكنهم مخطئون"
يتبع في المستشفيات في الولايات المتحدة هذا النوع من التوثيق للممرضات فقط. يجب أن تسجلن عند الدخول ومغادرة غرفة العمليات ومن تحل مكان زميلتها التي خرجت لاستراحة. كل هذا، من أجل توفير المعلومات للمستشفى بشأن من منهن موجودة للاعتناء بأجهزة الرصد الموصولة بالمريض والمساعدة.
لاقت عدم المساواة في هذه القضية الحساسة النقد الشديد في السنوات الأخيرة، وخاصة عندما اكتشف المرضى بعد الإجراء أن جراحهم أجرى في نفس الوقت جراحة إضافية وحتى أكثر، بحيث لم يكرس لهم كامل الوقت المطلوب أو الذي يتطلبه الإجراء. حتى الآن، لم تكن تقارير الجراحة متاحة لمراجعة المرضى.
احدى اهم الأسباب لوضع اللائحة
حدثت إحدى الحالات التي أدت إلى وضع اللائحة الجديدة في MGH في بوسطن. حيث تم رفع دعوى ضد الدكتور كيرخام وود، جراح العمود الفقري السابق في المستشفى، في المحكمة لسوء التصرف من قبل ثلاثة من مرضاه، بما في ذلك فريق نجم بيسبول سابق، وادعى كل من المدعين أنه لم يكن يعرف في ذلك الوقت بأن الطبيب قام بتنفيذ ثلاث عمليات جراحية في ذات الوقت وبأنه تنقل بين ثلاث غرف عمليات. لم يكن هنالك توثيقا حول متى دخل الطبيب الجراح غرفة العمليات، وكم من الوقت قضى، ومتى خرج منها وانتقل إلى غرفة أخرى.
أحد كبار الجراحين في مجال الورك وجراحة الركبة في MGH، الدكتور دينيس بيرك (Burke)، كان من بين أوائل الأطباء في المستشفى الذي قدم شكوى بهذا الخصوص للإدارة. وصرح ان اللائحة الجديدة "خطوة عملاقة" لصالح المرضى.
بالإضافة إلى اللائحة الجديدة سيلزم من نهاية الشهر المقبل جميع الأطباء التبليغ عن زملائهم في حال شاهدوهم يستهلكون الكحول أو المخدرات.
وأفاد المتحدثون بأسم مستشفيين في بوسطن - أنه بدأ لديهم تسجيل حركة الجراحين في الدخول والخروج من غرفة العمليات. ووفقا لهم، فإن المستشفيات قامت بتنفيذ الإجراء من تلقاء نفسها، وليس وفق اللائحة الملزمة التي ستدخل حيز التنفيذ في مارس.
بالإضافة إلى اللائحة الجديدة سيلزم من نهاية الشهر المقبل جميع الأطباء التبليغ عن زملائهم في حال شاهدوهم يستهلكون الكحول أو المخدرات.كما ستحل على كل طبيب في ماساتشوستس شمل المعلومات على موقعه على الانترنت بشأن الاحكام ضده بخصوص حوادث الإهمال الطبي التي حدثت خارج البلاد، أو حول تسوية أو تعويض تم عقب شكوى معينة.