نهاية فحص الـ PSA

وجدت ابحاث جديدة في الولايات المتحدة انخفاضا حادا في مستوى اجراء فحص الـ PSA على خلفية جدل طبي بشأن الموضوع

برعاية sponsered by
نهاية فحص الـ PSA
 في أعقاب جدل حول اختبارات PSA، والتوصيات التي نشرت في الولايات المتحدة قبل ثلاث سنوات، يخضع عدد قليل من الرجال من أي وقت مضى لهذا الفحص للكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، حيث تعتبر حالات الإصابة بالمرض التي اكتشفت في مرحلة مبكرة أقل من تلك التي سجلت في الماضي، هذا ما كشفت عنه دراستين جديدتين نشرتا في الأسبوع الماضي في مجلة JAMA.
وكان هناك انخفاض في حالات تشخيص المرض في مرحلة مبكرة، أورد الباحثون في تقريرهم، وليس بسبب تحول مرض سرطان البروستاتا  لأقل شيوعا، ولكن لأنه تم استثمار جهدا أقل لرصده. 
 
لانخفاض مستويات الفحص والتشخيص آثار عميقة على الصحة العامة، أشار معدو التقرير. وأضافوا أنه في هذه المرحلة لا يزال من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان ذلك  سيؤثر على معدلات الوفيات الناجمة عن هذا المرض.
"نحن عالقون مع اختبار PSA غير المثالي ولكن لا يزال يمكن التصرف مع النتائج بعمل  طبي أفضل"
وبحلول نهاية عام 2015 تتوقع الولايات المتحدة 220800 حالة جديدة من مرضى سرطان البروستاتا، جنبا إلى جنب مع وفاة 27540 مريضا، وفقا لـACS،  جمعية مكافحة السرطان الأمريكية.
وأشار معدو التقرير أن الحاجة لإجراء اختبارات المسح للكشف عن سرطان البروستاتا، فضلا عن الحاجة إلى التصوير الشعاعي (الماموجرام - Mammogram) للكشف المبكر عن سرطان الثدي، هي مثار جدل مطول في المجتمع الطبي. حيث يدعي داعمو الاختبارات إلى أنها قد تنقذ الحياة، بينما يرى المعارضون أن الاختبارات قد تؤدي إلى العديد من العلاجات غير الضرورية.
جاء الانخفاض في الاختبار كنتيجة مباشرة للمبادئ التوجيهية التي قلصت فحوصات المسح، ونشرت في الولايات المتحدة في عام 2012 من قبل US Preventive Services Task Force. حيث وجدت اللجنة المستقلة أن مخاطر اختبار PSA تفوق مزايا فحص الدم الروتيني للكشف عن سرطان البروستاتا، والتي تكشف عن مستويات البروتين، المرتبط مع المرض.
 
بما أن معدل نمو سرطان البروستاتا بطيئ ، هكذا قرر  فريق من الخبراء في الولايات المتحدة، فإن فحوصات المسح تكشف في كثير من الحالات الأورام التي قد لا تضر أبدا المعالجين - ولكنها أصبحت أيضا هدفا لعلاجات لا لزوم لها. ونتيجة  ذلك، كما استنتج فريق من الخبراء هو أن هذه الاختبارات تنقذ في الواقع عددا قليلا جدا من الأرواح، ولكنها تدفع عددا أكبر من الرجال لجراحات غير مطلوبة أو للعلاج الإشعاعي، والتي كثيرا ما تجعل المرضى يعانون من مشاكل العجز الجنسي أو عدم القدرة على التحكم في المثانة.
في المقال المرفق  بالتقرير الحالي والذي نشر في دورية JAMA، أشار الدكتور ديفيد  بنسون، رئيس قسم المسالك البولية في المركز الطبي جراحة جامعة "فاندربيلت"، أن العدد الكبير من فحوصات المسح قد يسبب الضرر، لكنه يرى أن "البندول يتأرجح بعيدا نحو الجانب الآخر ".
يدعي الدكتور Penson أنه يجب تبنى المسح الذكي: سيخضع معظم الرجال لاختبارات بتكرار أقل، ولكن سوف يتم التركيز على أولئك الذين هم في خطر متزايد.
 

بيانات  جمعية السرطان الأمريكية

تشير  البيانات أن تشخيص سرطان البروستاتا في مرحلة مبكرة لدى الرجال  فوق جيل 50 في الولايات المتحدة  انخفض من -540.8 لكل 100 ألف في 2008 لـ 416.2 لكل 100 ألف في عام 2012. حدث أكبر انخفاض بين عامي 2011 و 2012. وتشير التقديرات إلى أن جميع الحالات التي تم تشخيصها انخفضت من 562،213  في عام 2011 إلى  180،043   في عام 2012 - وذلك بفارق 33519 حالة.
كتب واضعو هذه المقالة: " المسح الأقل أو قطع الاختبارات قد تؤدي إلى ضياع الفرصة للكشف عن الآفات البيولوجية الهامة في مرحلة مبكرة من المرض - ما قد يحول دون منع المزيد من الوفيات جراء سرطان البروستاتا."
 
كما جاء في التقرير،  أن نسبة الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 وما فوق في الولايات المتحدة ممن أفادوا بخضوعهم لفحص PSA في الأشهر الـ 12 السابقة انخفضت من - 37.8٪ في عام 2010 إلى ٪30.8 في عام 2013. وعلى الرغم من أن الدراسة لا تثبت أن الانخفاض في اختبارات المسح أدى إلى انخفاض في التشخيص، فيرى واضعو التقرير أن هذا هو الاستنتاج الأكثر منطقي.
نسبة الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 وما فوق في الولايات المتحدة ممن أفادوا بخضوعهم لفحص PSA في الأشهر الـ 12 السابقة انخفضت من -37.8٪ في عام 2010 إلى٪ 30.8 في عام 2013.
كما وجدت دراسة أخرى أجراها باحثون من عدة مراكز طبية أمريكية انخفاضا كبيرا في اختبار مسح PSA على الفور بعد نشر المبادئ التوجيهية  والتوصيات في عام 2012، من قبل نفس فريق العمل.
 
وقال الدكتور بنسون لصحيفة نيويورك تايمز التي غطت المقالات أن " في اختبار PSA في كثير من الأحيان نرصد  نحن (الأطباء) سرطانات لا تحتاج إلى علاج، والتي لا تحمل أي أهمية  سريرية" . إن  الاعتراف، مشيرا، إلى أن العديد من سرطان البروستات هي "لاغية وباطلة" (clinically indolent) - أو   تنمو ببطء وليست قاتلة - قد أدى إلى تغييرات كبيرة في الممارسة الطبية. كما أدى إلى أن يرسل الأطباء عدد أقل من المرضى لإجراء عملية جراحية، في حال  تم اكتشاف السرطان.
 
يوصي ASC حاليا أن يناقش الرجال مع أطبائهم موضوع الاختبارات، من أجل اتخاذ القرار ما إذا كانوا بحاجة إليها. بعض الرجال وبعد أن عرضت أمامهم كافة البيانات، الإيجابية والسلبية،  قرروا عدم إجراء اختبارات مسح وغيرهم قرروا إجراء اختبارات، وفي حال وجد السرطان أرادوا الخضوع لعملية جراحية لإزالته، حتى وإن لم يكن فتاكا.
 
فضل رجال آخرون الخضوع للمراقبة الفعالة التي تشمل اختبارات PSA المتكررة والخزعات مرة كل عامين، لمعرفة ما إذا كان الورم يكبر بالفعل ويصبح أكثر عدوانية.
 
صرح الدكتور جيمس  إيستهام رئيس خدمة المسالك البولية  في مركز سرطان "ميموريال سلون كيترينج" في نيويورك، لصحيفة نيويورك تايمز "أن دراستين مطولتين أثبتت أن هذا النوع من المراقبة هو وسيلة معقولة لتحديد أي من المرضى بحاجة للعلاج. معظم المرضى الذين يصنفون ذوات مخاطر منخفضة، أظهروا في الواقع تقدما منخفضا جدا للورم السرطاني.
 
"يسعى بعضهم في نهاية المطاف للعلاج، ولكن معظمهم لا يموتون جراء سرطان البروستاتا"، شدد الدكتور إيستهام. وأكد كل من د. بنسون والدكتور إيستهام أن الإحالة  لفحص المسح ينبغي أن تقوم على تفضيل الرجل المعالج مع تقييم المخاطر بشكل فردي. وقد قال كلاهما للصحيفة ان لديهم آمالا كبيرة بشأن  تقنيات التصوير الجديدة وفحوصات الدم المتطورة للكشف عن المؤشرات الحيوية (بيو-ماركز)، الموجودة حاليا قيد التطوير.
 
" نحن عالقون مع فحص PSA غير المثالي ولكن يمكن حتى الان القيام بعمل طبي أفضل"، قال بنسون.
 
نشرت من قبل ويب طب - الاثنين 30 تشرين الثاني 2015

آخر الأخبار