هل خريجو كليات الطب على استعداد كاف للعمل في المستشفى؟

ذكرت مجلة Academic Medicine عن محاولة لتحسين المرحلة الانتقالية بين دراسة الطب لبدء الفترة التدريبة في النظام الطبي في الولايات المتحدة.

برعاية sponsered by

نشرت الدكتورة باولين تشن، طبيبة جراحة وكاتبة العمود "الطبيب والمريض" الذي ينشر بشكل منتظم بجريدة نيويورك تايمز في الاسبوع الماضي مقالا تحت عنوان: "هل خريجو كليات الطب مستعدون (بالفعل) لممارسة الطب؟" تصف به أحداث عاشتها عندما كانت متدربة.

تذكرت انه في احدى الليالي في المستشفى، استصعبت ممرضات مؤقتات  أخذ عينه دم من مريض وفقا لتعليمات  أبقاها أطباءه بعد أن ارتفعت حرارته. هرولت الممرضات للطبيب المناوب والذي   كان بدوره ما يزال متدربا بالسنة الأولى ليطلبن مساعدته. لأكثر من ساعة وخز الطبيب المتدرب المريض بيديه وقدميه ولم ينجح بإخراج وجبة الدم الصغيرة المطلوبة للأنبوب. في النهاية غضب المريض وطرد الطبيب الشاب من غرفته مهددا: " اذا تجرأت واقتربت مني - سأضربك!" .

متدربون آخرون توجهوا لسريره مباشرة لتهدئته. "لم يكن علينا أخذ عينات دم عندما تعلمنا في كلية الطب" ، اعترف المتدرب وعيناه مليئتين بالدموع، "المحاضرون لم يفكروا انه من المهم تعليمنا عمل كهذا". فقط واحدة من مجموعة المتدربين نجحت في هذه المهمه من الوخزة الاولى. " طوال الاسبوع بعد ذلك كنا جميعنا متخوفين من الوقوع بموقف مشابه"، كتبت دكتور تشن.

كزملاءها الشبان هي أيضا انهت تعليمها في كلية الطب حسب منهاج تعليمي سريع بأربع سنوات . حسب الطريقة الأمريكية والبريطانية يجب  بعد ذلك تجاوز 3-7 سنوات اضافية للتدريب تحت اشراف وتوجيه من قبل طبيب مختص - فترة زمنية تشمل أيضا سنة تدريب واحدة بمواضيع طبية محددة. " بانهاء 4 سنوات التعليم آمنا أن كل المحاضرات التي سمعناها، الامتحانات والاختبارات الوطنية التي مررناها، هيئتنا لنكون أطباء حقيقيين، أو على الأقل متدربين قادرين على اجراء المهام التي تطلب منا. الا انه في الواقع وفي عدة مواقف ثبت عكس ذلك حتى عندما يتعلق الأمر بمهام الحياة اليومية الأكثر شيوعا" اشارت الدكتورة تشن بدورها.

أما عن المتدربة التي نجحت بأخذ عينة الدم المطلوبة من المريض كتبت الدكتورة تشن: " كانت لديها  خبرة كبيرة من كلية الطب باخراج الدم الا انها اعترفت أنه لم يكن لديها أية معرفة حول طريقة تحضير مريض للجراحة. لذلك طلبت من زملاءها اعداد دليل مفصل لها وقائمة منظمة للأنشطة التي عليها تنفيذها. أبقت هذه الورقة بجيب رداء المستشفى الأبيض. في الواقع فإن المتدربة التي كتبت سجل الأنشطة لم تكن على علم بما يجب القيام به في غرفة العمليات.. " لماذا تذكرت الدكتورة تشن الحادثة؟ لأنه، هكذا كتبت، نشر مؤخرا مقال يتعلق بهذا الأمر في مجلة Academic Medicine وبه طرحت لنقاش مهني قضية  الحاجة لتحسين المرحلة الانتقالية بين الدراسات النظرية في كلية الطب للتدريب في فترة  والتخصص.

على الرغم من أن الكثيرين من كليات الطب في الولايات المتحدة يطلبون من متممي الدراسة أن يكملوا ما قبل التدريب شهرا واحدا في المستشفى، القليل منهم يحددون المهام التي يجب تنفيذها خلال البرنامج التدريبي الأولي. مؤخرا، وضعت لجنة مختصين تابعة للجمعية الأمريكية لكليات الطب (AAMC) سلسلة مهارات اجبارية لتدريب خريجي كليات الطب بالمرحلة الانتقالية، وذلك قبل أن يبدؤوا  فترة التدريب والتخصص. هذه المهارات تتطلب تنفيذ اختبارات جسدية للمريض، معرفة حالات طوارئ طبية مختلفة واكتساب معرفة نظرية وعملية في اجراءات طبية مختلفة.

في الاستطلاع بواسطة استمارات بمشاركة 300 طبيب موجها للمتدربين والذي اجري مؤخرا في الولايات المتحدة، عبرت الاغلبية الساحقة عن أنه يجب على المتدرب معرفة سلسلة الأعمال الطبية الأساسية من اليوم الأول لبداية فترته التدريبية، بما فيه كيفية التواصل مع الممرضات.

 

نشرت من قبل ويب طب - الأربعاء 1 كانون الثاني 2014

آخر الأخبار