هل سيتمكن المصابون بالشلل النصفي من المشي مجدداً؟
يعاني المصابون بالشلل النصفي من عدم القدرة على المشي، ولكن هل سيتمكن هؤلاء المصابين من ذلك مجدداً وبوقت قريب؟

استطاع باحثون في دراسة جديدة لهم نشرت في المجلة العلمية Science Reports من تطوير طريقة تساعد المصابين بالشلل في الشعور بقدميهم مجدداً.
إذ أن استخدام آلية الواقع الافتراضي Virtual reality المدموجة مع الهيكل الروبوتي الخارجي تمكن من إعادة بعض الوظائف العصبية في القدمين، وبالتالي الشعور بهم.
حيث أوضح الباحثون أن الإصابة بشلل الرجلين او الشلل السفلي Paraplegia يحدث نتيجة ضرر حاصل في الحبل الشوكي او في الاعصاب الاتية منه اليهما، ولكن دمج كلاً من الهيكل الروبوتي الخارجي مع خاصية العالم الإفتراضي ساعدت في إبداء الهيكل لدرات فعل ناجمة عن الإشارات الكهربائية التي يصدرها الدماغ، وذك عن طريق قيام الواقع الافتراضي بالتحفيز اللمسي والنظري.
وأشار الباحثون أن هذه التكنولوجيا تم تطويرها بهدف خلق محاكاة للنشاطات البدنية مثل المشاركة في مباراة كرة قدم افتراضية. ويعتقد الباحثون أن التدريب على هذه التكنولوجيا سيساعد بتحسين استخدام الهيكل الروبوتي الخارجي بشكل أكثر كفاءة، مما يؤدي إلى إعادة بعض الوظائف العصبية للقدمين في الواقع الفعلي.
وحاول الباحثون معرفة أثر هذه التكنولوجيا عن طريق استهداف ثمانية أشخاص مصابين بالشلل السفلي، أي هم الأشخاص الذين يستخدمون الكرسي المتحرك بشكل دائم للقيام بنشاطاتهم اليومية.
هذا وطلب من جميع المشتركين إرتداء قبعات مزودة بأقطاب كهربائية بهدف قراءة اشارات الدماغ، وتحفيز مخيلتهم من أجل تحريك يديهم من أجل خلق نشاط دماغي، بعد الإنتهاء من هذا، بدأ المشتركون في التدريب على تحفيز مخيلتهم من أجل تحريك الهيكل الروبوتي الخارجي الذي تم تركيبه على القدمين، عن طريق استخدام الواقع الافتراضي الذي يوفر ويعرض صوراً تساعدهم في الشعور بأنهم يقومون بتحريك قدميهم حقاً.
وتمت التجربة من خلال مراحل مختلفة، تمثلت في:
- تسجيل نشاط دماغ المشتركين أثناء جلوسهم عن طريق استخدام مخطـط كهربية الدماغ Electroencephalogram
- تسجيل نشاط دماغ المشتركين أثناء وقوفهم
- التدريب على تدعيم وزن الجسم باستخدام جهاز المشي
- محاولة تدعيم وزن الجسم على أرض الواقع
- التدريب على تدعيم الهيكل الروبوتي الخارجي بدعم من جهاز المشي
- استخدام الهيكل الروبوتي الخارجي للوقوف وتدعيم الجسم.
وخضع المشتركون إلى فحوصات في بداية الدراسة ومن ثم في الشهر الرابع والسابع والعاشر والثاني عشر من بداية التجربة، والتي شملت:
- مستوى الضعف والقصور
- درجة الحرارة والضغط والحساسية
- قوة العضلات
- التحكم بالجذع
- الاستقلالية
- الألم
- معدل الحركات
- جودة الحياة.
وبعد 12 شهراً من التجربة، وجد الباحثون النتائج التالية:
- تحسنت الكفاءة في الوظائف العصبية لدى جميع المشتركين، وأصبحوا قادرين على الشعور بالألم واللمس.
- تطورت القدرة على التحكم بعضلاتهم وبالتالي زيادة كفاءة وقدرة المشي لديهم.
- تحسنت الحالة الصحية لدى نصف المشتركين لتتحول من شلل سفلي كامل، إلى شلل سفلي غير كامل.
ويأمل الباحثون أن تساعد هذه التكنولوجيا المصابين بالشلل النصفي في تحسين حالتهم الصحية واستعادة قدرتهم على المشي.