وجد الدواء ضد ضغط الدم فعّالاً ضد ظهور الصرع بعد الصدمة
باحثين من جامعات مختلفة؛ نجح الدواء بمنع نوبات صرع بنسبة 60% من حيوانات المختبر

مجموعة باحثين من جامعات متعددة من دول العالم، من بينهم جامعة كاليفورنيا بباركلي، والجامعة الطبية "شاريطا" ببرلين، وجدوا أن دواء شائع لعلاج فرط ضغط الدم أثبت نجاعته بمنع حدوث الصرع الناجم عن إصابة بالرأس. هذا ما نشر في المجلة الطبية Annals of Neurology .
قال الباحثون أن 10% حتى 20% من حالات حدوث الصرع مصدرها بإصابة بالرأس، وكشف البحث أن الدواء لعلاج فرط ضغط الدم لوزارتان (Losartan) أظهر نجاعته بمنع حالات عديدة من الصرع، بعد صدمة كضربة بالرأس مثلاً. تم فحص الأمر على نموذج حي (فئران) بالمختبر. وجد الباحثون أن الدواء ممكن أيضاً أن يقلل من الضرر الدماغي الناتج عن نوبات الصرع المتكررة، لدى المعالَجين الذين تم تشخيصهم كمرضى صرع. بالوقت الحالي، يتحضّر فريق الأبحاث من أجل استلام الموافقة لإجراء الأبحاث السريرية على الانسان.
وأضاف الباحثونان التوجه الحديث الذي بحسبه نمنع تطوّر الصرع يختلف من العلاج بالأدوية الحالية، الذي هدفه منع النوبات فقط بعد تطوّر المرض. بالإضافه لذلك فإن الدواء الحالي يحمل نجاحا قليلا وظواهر جانبية عديدة.
يعطي الباحثون تفسيرا لكيفية تطوّر الصرع بعد ضربة رأس، سكتة أوالتهاب المخ. الضرر الوظيفي يحدث بالحاجز الدموي - الدماغي (Blood-brain barrier) وهي منظومة معقّدة مبنية من خلايا من أنواع مختلفة تغلّف الأوعية الدموية بالمخ. في الحالة السليمة فإن هذه المنظومة تحمي المخ من المواد ذات الخواص الضارة أو الجراثيم بالدم. طرح بحث سابق أن هدم الحاجز يؤدي إلى عمليات تلوثية (التهاب) وتطوّر الصرع.
في البحث الحالي وجدت منظومة محدّدة، مُقاوِمة لبيئة تطوّر الصرع لدى مرضى مرّوا بصدمة دماغية أو كنتيجة لعمل غير سليم بالحاجز الدموي - الدماغي. استعمال الدواء لوزارتان منع النوبات الصرعية بـ 60% من حيوانات التجربة، بينما ما يقارب الـ 100% من اولئك الذين لم تتم معالجتهم عانوا من نوبات. بالإضافة لذلك، وجد ان لدى 40% من الحيوانات المعالَجة التي شُخصت كمصابة بالصرع، فإن عدد النوبات كان تقريباً ربع عدد النوبات التي حصلت لاولئك الذي لم يُعالَجو. أظهر البحث أن علاح قصير الامد - ثلاثة أسابيع بعد الإصابة الدماغية كان كافٍ لمنع غالبية حالات الصرع طوال أشهر.
في البحث الحالي ايضاً وجدت قائمة طويلة من الأدوية قبل أن يستكشف أن دواء اللوزارتان (المصرّح لاستعماله لعلاج فرط ضغط الدم كمانع مستقبل الأنجيوتنسين II) أيضاً يمنع فعالية المستقبل الذي يشكّل مسبب التضخم المتحول بيتا.
ويذكر انه القائمين على البحث طوّروا مؤخراً بروتوكولا لتشخيص وظيفية الحاجز الدموي - الدماغي، ما إذا كان سليما أو مصابا، بواسطة MRI. هذه الطريقة تمكّن الأطبّاء من العلاج باللوزارتان كخطوة مانعة بالمرضى المشخّصين كذوي اختراق زائد عن طريق الحاجز الدموي - الدماغي. حيث ان الحاجز ممكن أن يبقى متفوحاً لمدة عدّة أسابيع فقط بعد الإصابة، وبهذا لا يكون هناك داع لعلاج طويل الأمد لمنع الضرر، على حد تعبيرهم.
واضافوا انه "بالوضع الحالي، عندما يهرع المريض لغرفة طوارئ بعد صدمة دماغية، فإن الخطورة لتطور صرع يتراوح بين 10% إلى 50% . هؤلاء المرضى يميلون لألاّ يتفاعلوا مع الدواء القائم لعلاج الصرع لأن الضرر بحاجز الدم-المخ يؤدي أيضاً لمضاعفات أخرى مثل النزيف داخل المخ واضطرابات وظيفية أخرى".