زيادة في نسبة الاضطرابات النفسية في أمريكا اللاتينية في أعقاب تفشي الـ زيكا
تحذير من أن هنالك علاقة بين العدوى الفيروسية في مرحلة مبكرة من الحمل وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض مثل مرض التوحد، اضطراب ثنائي القطب وانفصام الشخصية، إضافة إلى الصرع

يحذر الخبراء من أنه قد تكون للعدوى بفيروس "زيكا" انعكاسات إضافية، بعيدة عن الأنظار في السنوات الأولى، وذلك على الأطفال في أمريكا اللاتينية. فوفقا لتقرير نشر في صحيفة "نيويورك تايمز"، يحذر خبراء في مجال الخصوبة أن الأبحاث قد أظهرت وجود صلة بين عدوى فيروسية تنتقل إلى الجنين في الرحم وبين الأمراض النفسية والمشاكل العقلية. ذلك، بالإضافة إلى حالات صغر الرأس (Microcephaly) التي تنجم كما يبدو عن فيروس "زيكا".
وذكرت الصحيفة أن الخبراء الأمريكيين يعتقدون أن الـ"زيكا"، يذكر بالفيروسات المرتبطة بمرض التوحد، الاضطراب ثنائي القطب وانفصام الشخصية (Schizophrenia) واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
وقد قال مدير مركز الأمراض المعدية والمناعة في جامعة كولومبيا في نيويورك، الدكتور Lipkin للصحيفة أننا لن نتفاجأ إذا رأينا في المستقبل لدى الأطفال في أمريكا اللاتينية ممن ولدوا لأمهات مصابات بالزيكا، زيادة في حدوث هذه الاضطرابات النفسية، وكذلك الصرع (Epilepsy).
"الهجوم الفيروسي على الأم في بداية الحمل يمكنه ليس فقط قتل الجنين أو التسبب بصغر الجمجمة وحسب، ولكن الإضرار أيضا بعملية نمو الدماغ"، قال. ومع ذلك، على النقيض من العدوى الفيروسية في المرحلة التي يكون دماغ الجنين فيها بالفعل قريب من النمو الكامل "فإن الضرر المحتمل قد يكون أقل وضوحا."
ذكر الأطباء الذين أجريت معهم مقابلات في التقرير، أنه بالفعل عرضت أدلة على أن الأمراض النفسية المختلفة التي يصاب البالغون فيها ترتبط بتعرض الأمهات أثناء الحمل لفيروسات مثل الهربس (herpes)، الأنفلونزا (Influenza)، الحصبة الألمانية (Rubella) أو الطفيليات مثل المقوسة القندية (Toxoplasma Gondii).
اصيب في وباء الحصبة (Measles) في الولايات المتجدة في 1965-1964 20 ألف طفل، بما في ذلك 3500 مع العمى الخلقي. لدى 1800 منهم على الأقل، أصيبت أمهاتهم بالحصبة أثناء الحمل، ظهرت اضطرابات نفسية في وقت لاحق من حياتهم.
على الرجال أيضا أن يكونوا حذرين من العدوى
في الوقت نفسه، مع احتدام الجدل حول المشاركة في اولمبياد البرازيل القادم، يحذر الأطباء من أنه ليس فقط النساء اللواتي يرغبن في الحمل عليهم الوقاية، ولكن أيضا شركائهم، الذين قد يصابون بالفيروس ويمررونه من خلال السائل المنوي.
وقال البروفيسور ويليام شافنر (Schaffner)، من المركز الطبي في جامعة وفاندربيلت شيكاغو، عضو رفيع في الهيئة الاستشارية لـ CDC، لـ CNN "عثر على الفيروس في السائل المنوي للرجال المصابين، المشكلة أنه لا يزال من غير المعروف إلى متى سيبقى هناك، وكم يتيح الأمرانتقال الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي".
تطرق البروفيسور شافنير وغيره من الخبراء للقضية عقب إعلان واحد من كبريات نجوم الرياضة في الولايات المتحدة - حارسة المرمى الأمريكية هوب سولو - أنها لن تشارك في دورة الالعاب الاولمبية التي ستعقد في ريو هذا الصيف، وذلك بسبب المخاوف من "الإصابة بالفيروس في مرحلة ما."
وتقول: "لا أستطيع الموافقة على الوضعية التي لا بد لي بموجبها الاختيار بين خيارين: المشاركة في المسابقات وتمثيل بلدي والتضحية باحتمالات صحة أطفالي في المستقبل، أو البقاء في المنزل والتخلي عن أحلامي والأهداف التي وضعتها نصب عيني كرياضية". يذكر أن زوج سولو هو نجم كرة قدم سابق.
تعقيبا على ذلك قال البروفيسور شافنير في المقابلة انه "طالما أنها ليست حامل أثناء وجودها في البرازيل أو أنها أصبحت حاملا بعد وقت قصير من وجودها في هذا البلد، ليس هناك خطر من أن ينتقل المرض للطفل".
وقال المتحدث باسم مركز السيطرة على الأمراض CDC أن "الوكالة تأمل أن يتم الاعلان عن نتائج الأبحاث قريبا ومنها ستتم معرفة الوقت الذي يبقى فيه الفيروس حيا في الحيوانات المنوية". في الوقت نفسه، فإن التوصية التي نشرت للرجال العائدين من البرازيل أو من منطقة أخرى حيث يوجد فيها نشاط كبير للزيكا في الوقت الحالي، هو أنه يجب عليهم أن يستخدموا الموانع أو الابتعاد عن ممارسة الجنس، لكن من غير الواضح إلى متى.
بالنسبة للسيدات اللواتي يرغبن بالدخول في الحمل، ممن عدن إلى بلادهن بعد زيارة إلى البلدان الموبوءة بالفيروس، الفترة الزمنية التي يمكن بعدها البدء في تجارب الحمل ليست واضحة تماما. ويقول الدكتور أنتوني فوسي (Anthony Fauci)، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة، قال: "قمنا بقياس مستويات الفيروس في دم المصابين وجدنا أنه عادة يختفى الفيروس تماما من الدم بعد 5-7 أيام أو على الأكثر 10 أيام ".
وأعلنت الجمعية الأمريكية لأمراض النساء والقابلات (ACGO) في مطلع الاسبوع انه "حاليا ليس هناك أي دليل على ان العدوى السابقة بفيروس زيكا، والتي تؤدي للأمراض المعدية، التي عادة ما تكون قصيرة الأجل وخفيفة نسبيا، تشكل خطر تكون العيوب الخلقية في الحمل في المستقبل".
وقال الدكتور مارك ويلسون (Mark Wilson)، خبير في علم الأوبئة في كلية الصحة العامة في جامعة ميشيغان أن عدوى الفيروس قد تشكل في الواقع وفي بعض الحالات حماية ضد المرض في المستقبل.
وحول قرار هوب سولو، أكد جميع الخبراء الأمريكيين الثلاثة في المقابلة أنهم "لن يترددوا في السماح لبناتهم بالتنافس في الألعاب الأولمبية في البرازيل (لو كن رياضيات) طالما لن يحملن خلال المباراة أو شهر بعدها عند العودة إلى وطنهم ".
نشرت دورية "Lancet Infections Diseases" في العدد الأخير بحثا يؤكد أنه تم تشخيص فيروس زيكا في ماء السلى لامرأتين برازيليتين أنجبن أطفالا يعانون من صغر الرأس - الأمر الذي زاد من التقدير حول قدرة الفيروس على الانتقال من الأم إلى الجنين ليسبب تشوهات خلقية خطيرة. وأفيد أيضا أنه ثبتت قدرة الفيروس على عبور المشيمة.